عندما ننتقد شخصية أرسطوقراطية، يقدم أفكاراً غير منطقية، نقول يعيش في أبراج عاجية، يعني يختبئ وراء قلاعه الثمينة، المصنوعة من العاج، كناية عن عزلته عن الناس، والمجتمع، وهموم الأمة، لذلك يتطلب اكتساب القوة، كسر سياج العزلة أحياناً. عند وقوع الكوارث، والأحداث الجسام، يبادر القادة، والمشاهير، النزول للحدث، للتصوير بجانب الحدث، ومواساة الناس، بالزيارة الميدانية، وتفقد الموقع بأنفسهم، مما يعطي الارتياح والطمأنينة، لهم، ولكل من تصله هذه الصور. فيما يروى عن أول إمبراطور صيني، شن شاة هونق، تجاوزت إمبراطوريته الأسكندر المقدوني، كان يعيش في قصر به 270 صالوناً، لإستقبال الضيوف والوفود والأعيان، وللحفاظ على حياته، كانت كل الصوالين، مرتبطة بأنفاق سرية، تسمح للإمبراطور التنقل بينها بسرية تامة، والنوم في أحد الملاحق المرتبطة بها، ويحكم على من لمحه بقطع الرأس فوراً، لإبقاء مكانه معروفاً لعدد محدود جداً من خاصته، وكان يتنقل بين المناطق متخفياً، وفي إحدى الرحلات، حضرته الوفاة، فخشي أتباعه إعادته مكشوفاً للناس، فاضطروا إلى وضعه في عربة سمك قديم، والمفارقة أعظم أمبراطور في عصره، ومع ذلك يختبئ جثمانه مع السمك المعفن. وجاء لويس الرابع عشر بعد سلسلة من الحروب الأهلية، فكان لايغادر قصره، وكان يرى أقرب الناس حوله، في نظام يومي يحدد من يدخل عليه، والساعة، ووقت الخروج، في قائمة تشمل اليوم كله، لذلك يقول ميكافيلي في كتابه المشهور الأمير: العزلة خطرة، خصوصاً وقت الحرب، لأنها ترمز إلى عزلة القيادة، عن الناس، وقد يتبادر إلى الذهن أنها للحماية، ولكنها بالعكس تمنع المرونة وتجعل المعزول مسجوناً. #ثمانٍ_وأربعون_قانوناً_للقوة_روبرت_جرين القانون الثامن عشر، العزلة قاتلة، والأسوار العالية تضعفك، اختلط بالناس، واجعلهم دروعك، لأنك قريب من قلوبهم، واجمع منهم معلومات تهمك لحسن القيادة.
مشاركة :