زيادة المناورات العسكرية في المنطقة في الفترة الحالية وما لها من دلالات أبعد من كونها مناورات مشتركة لأنها تحمل رسائل سياسية للداخل والخارج وتشير إلى العقلية الاستراتيجية والعسكرية المصرية آخذة في التغير بعد ما شهدته المنطقة في السنوات الأخيرة من الاضطرابات والتحولات التي جعلت مصر مهددة من كافة الاتجاهات الاستراتيجية سواء من ناحية الغرب حيث الأزمة الليبية والتدخل التركي وتزويد المرتزقة بالأسلحة والمعدات أو من الاتجاه الجنوبي حيث منابع نهر النيل وتأمين الملاحة وأمن واستقرار البحر الأحمر وزيادة مستوى التهديد في منطقة شرق المتوسط بعد اكتشاف مصر لحقل ظهر والذي يمثل موردا مهما يسمح لمصر بتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز فكان لا بد من تحديث وتطوير مصر لمنظومتها الدفاعية بل والهجومية بهدف الحفاظ على مصالحها في منطقة شرق المتوسط نظرا لتنامي التهديدات وارتفاع المخاطر التي تحيط بالدولة المصرية خاصة بعدما ساهمت ترسيم الحدود بين مصر وقبرص واليونان فيما يتعلق بالبحر المتوسط ومصر والسعودية فيما يتعلق بالبحر الأحمر على زيادة الأطماع وإصدار الرئيس السيسي قرار الموافقة بين مصر واليونان حول تعيين المنطقة الاقتصادية الخالصة الموقعة بين البلدين والذي أقرها البرلمان اليوناني.فهذه المناورات ليست صدفة أو مجرد تدريب طبيعى ولكن موعدها وأعراضها تثبت بكل بقوة أفضلية كبيرة للجانب المصرى فى القيادة والإدارة قيادة سياسية حكيمة وقوة عسكرية متزنة تعطى ثقلا للدولة المصرية فى ملفات عديدة فى المنطقة، وتشير إلى أن القوات البحرية المصرية على أتم الاستعداد للدفاع عن حقوق مصر الاقتصادية والتى هي من ركائز الأمن القومي المصري.
مشاركة :