من الصعوبة بمكان أن يمسك أحدنا قلمه لكي يرثي عزيزاً لديه، فكيف بي وأنا أرثي رجلاً لا أبالغ إن قلت إنه فريد من نوعه، محترم، صريح، صارم، شفاف، لا تأخذه في الله لومة لائم. بداية معرفتي به عندما أبلغنا المغفور له بإذن الله جاسم الخرافي، وكان آنذاك وزيراً للمالية، رغبته في دمج شركة المطاحن مع شركة المخابز في شركة واحدة، لترشيد مصاريف الشركتين، ويومها كان المغفور له خالد الصقر رئيساً لمجلس إدارة شركة المطاحن، فشكل فريق عمل كنت أمثل فيه المالك الرئيسی (الهيئة العامة للاستثمار)، وبالفعل تم تكليف مكتب توش روس سابا والفهد للقيام بعمل الدراسات. واستغرقت دراسة وإجراءات عملية الدمج عامين كاملين لتصبح شركة واحدة هي شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية، وقد طلب مني يومها المغفور له بإذن الله جاسم الخرافي أن أظل نائباً لرئيس مجلس إدارة الشركة، فرافقت بعدها خالد الصقر أحد عشر عاماً، كان ذراعه اليمنى المهندس صلاح الكليب، الذي كان يتعامل بحرفية وتقنية عالية جداً مع الأمانة التي يشهد له الجميع بها، وكما ترونها اليوم شركة عملاقة على مستوى المنطقة وليس الكويت فحسب، ناجحة بكل المقاييس، تنتج أكثر من 120 ITEMS. كان شهماً مستاءً من أداء بعض أعضاء مجلس الأمة، وأذكر مرة أحد النواب عالي الصوت والصراخ بحق وباطل تعرض لشخصي بكذب وافتراءات، وكان بوعبدالله في زيارة تهنئة لديوان الشيخ سالم العلي الصباح، أطال الله في عمره، أيام رمضان، يرافقه أبناء عمومته من عائلة الصقر الكرام، وإذا بالأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، يدخل عليهم في الديوانية، فشکی للشيخ صباح يومها عن كذب وبهتان ذلك النائب النصاب فتأثر صاحب السمو يومها كثيراً. انظروا إلى وضع الشركة الأخرى، التي ترأسها، وهي شركة أسمنت بورتلاند، أداءً ونتائج. لا أظن المجال يتسع لاستعراض إنجازات ومساهمات خالد الصقر، فهناك مساهمات في الجوانب الخيرية والإنسانية، والتي تمت تغطيتها في جريدتي القبس والجريدة مشكورتين. قلة قليلة تعرف عن خبيئة له مع ربه، فقد كان يتبرع براتبه كاملاً لجهات خيرية مختلفة. نتضرع إلى الله عز وجل، وقد آلمنا المصاب الجلل في فقدانه، أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه، ويسكنه الفردوس الأعلى، ويلهم أهله الصبر والسلوان، واحتساب أجر الصابرين.
مشاركة :