الرحيل المر - فالح الشراخ

  • 8/9/2015
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

تشبه سيلا من نقاط الماء عندما تتوالى سريعة وتسقط على الثرى حيث نهايتها وحيث يبتلعها التراب الجاف ولا تعود تلك هي ايام العمر تسقط أوراقها في كل يوم تشبه اوراق التقويم السنوي عندما ننزعها ومع هذا نستمر في التجاهل ويزداد الأمل في عمر أطول ورغم هذا المشهد الذي يعلن انفراط حبات السبحة من ايام العمر الا ان الهقوة تتزايد نحو الاستمرارية والبقاء. وفي وجود جسم سليم ومعافى وشباب يتوقد حيوية يستمر سيل هذه القطرات السريع حتى تبدأ في مرحلة العد التنازلي عندها نصحو على وميض عدد من شعرات الشيب تلوح في الرأس والعارض هنا نبدأ نشعر بحركة رياح خريف العمر ونجدد العهد مع الشباب ونتشبث فيه بكل الوسائل نبحث عن مجددات الجمال وأدوية الشيخوخة ولكن لن يصلح العطار ما افسده الدهر. ومن هذه النقطة نتصافح ونودع هذا الراحل الجميل ونستقبل قادماً من الأفق غير مرغوب فيه أنه المشيب والشيخوخة ورحيل الشباب حيث طريق الا عودة: وما مضى الشباب بمسترد ولا يوم يمر بمستعاد ومن مكان التأملات والحسرة على ما فات وكثرة التفريط نعيد الحسابات ونغير مسارات عدة في حياتنا ونقدم تنازلات كنا نذود عن حياضها بقوة ولكن حكم الزمن: شبنا وشابت من الدنيا شواربنا والعمر في نقص والايام تزدادي ومع تساقط اوراق خريف العمر صفراء اللون نطمع في تجدد الاوراق ومشاهدة اللون الأخضر ولكن تناثر الاوراق يزيد: مضى لي خريف العمر في لذة الصبا امشي بجنات تجارى نهورها ومع رؤية هذا المشهد كواقع نشاهده في المرآة وفي تعابير وتعامل الآخرين معنا ننظر في كل الاتجاهات نبحث عن مواسٍ عن يمسح دمعة الحزن على شباب فات ولن يعود عن شريك الألم وصديق العمر لنتأكد أننا نتشابه الحالة لنطمئن بألم ان الحال من بعضه وأن ما مر علينا مر على أقراننا وسيمر على من بعدنا فلماذا نحزن ونحن ندرك قصة الرحيل المر للشباب.

مشاركة :