تعددت وتنوعت الدوافع والأسباب وراء ظاهرة الإرهاب، فالبعض عزاها إلى الغلو في الدين والتطرف، والبعض الآخر عزاها إلى أسلوب وطريقة التعليم والبعض من المعلمين، المتمثل بأسلوب التلقين وحفظ النصوص دون نقاش أو إبداء الرأي أو وجهة النظر، ونفر من الناس يرى أن هناك من يقوم بغسل أدمغتهم من خلال حلقات الذكر وحلقات تحفيظ القرآن ومن خلال الرحلات والمخيمات الصحراوية والاستراحات والفتاوى المسيسة ، وآخر يعزو تلك الظاهرة إلى جمع التبرعات الخيرية دون ضوابط ، وثلة من الناس يعتقدون أن هناك جهات خارجية تجندهم ويتم استغلالهم كأدوات في تدمير مجتمعهم وتفجير أنفسهم ، ومجموعة أخرى ترى أن شبكات التواصل الاجتماعي لعبت ومازالت تلعب دوراً كبيراً في تجنيدهم وحرف أفكارهم ، ونفر من البشر يرون أن هناك مؤامرة أجنبية على عالمنا العربي لتمزيقه وجعله متشرذماً وتشويه سمعة الدين الإسلامي، ولكن تناسوا جميعاً أن هناك سبباً واحداً وراء الإرهاب لا غيره ،إذا أخذنا في الاعتبار أن ما سبق ما هو في الواقع إلا نتيجة لغياب التربية السليمة من قبل الأبوين . علماء النفس يقولون أن هناك أربعة أخطاء شائعة في التربية تصنع من الطفل منحرفاً وهي بالتحديد: التدليل الشديد والحماية الزائدة ، التسلط والقسوة، الحرمان العاطفي ، والرابع وهو بيت القصيد هنا هو الإهمال؟! تلك الطرق الأربعة الخاطئة في التربية تجعل البيت عامل طرد والشارع بخطورته عامل جذب. الإهمال له أنواعه إما بترك الطفل يخرج من البيت دون مساءلة ، أو إهمال من نوع آخر يتمثل بالزج بالأطفال إلى أماكن يصاحبون من خلالها أناساً لهم أيدولوجيات وفلسفات دينية منحرفة من خلال وضع الثقة العمياء بهم وتركهم يصنعون بالأطفال ما يشاءون؟! علماء النفس مرة أخرى يؤكدون على أهمية مرحلة الطفولة في تنشئة الأطفال ليخرجوا إلى المجتمع متوافقين معه نفسياً واجتماعياً بل ذهب أحد علماء المدرسة السلوكية « واطسون « إلى أبعد من ذلك حين قال أعطوني عشرة أطفال لكي أصنع منهم ما أشاء، طبيب أو تاجر أو رجل أعمال أو مهندس أو مجرم أو لص أو قاتل أو غيره؟! مؤكداً بذلك أن عقلية الطفل مثل العجينة قابلة للتطويع وللتشكيل في العمر الحرج الممتد إلى 18 عاماً.حيث أن بعد هذا العمر لا يمكن أن تغسل أدمغة من تخطوا الثامنة عشرة .تلك المرحلة هي التي تصنع الإرهابي في ظل إهمال الأسرة التي إما تُخرج للمجتمع مواطناً صالحا أو غير صالح. بالفعل الأسرة بإهمالها هي التي تصنع إرهابياً وما سبق من دوافع ومسببات ماهي في الواقع إلا القشة التي قصمت ظهر البعير. sultama@hotmail.comtwitter : @alangari_sultan
مشاركة :