قاتلهم الله أنى يؤفكون | محمد بشير كردي

  • 8/14/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كم هم الذين اختاروا بيوت الله للتفجير وقتل النفس التي حرَّم الله قتلها إلاَّ بالحقِّ بعيدون عن الله! وكم بعيدة الراية التي يرفعونها عن راية «لا إله إلاَّ الله محمَّد رسول الله» الحقِّ. وما أبعد هؤلاء الذين يدَّعون زورًا وبهتانًا حماية الدين والحرص على تطبيق الشريعة عن «رحمة للعالمين» كما جاء بها رسولنا الكريم. هؤلاء القتلة الأفاكون الذين فجَّروا المسجد في أبها، وقبله في الدمام وقبل ذلك في الكويت هم ورثة من تبقَّى من تفكير الملل والنحل التي أرسى قواعدها الحسين الصباح ( ٥١٨/٤٣٠ هجرية ) الذي اشتُهِر في زمانه كراعٍ للإرهاب ومنظِّم لفرق القتل والاغتيال السياسي. كان الحسن الصباح ، كما زُعِمَ، يعتقد أنَّ الله قد حلَّ في جسده، فرأى نفسه الأجدر بحكم البلاد من رفيق دربه؛ فلجأ بالتالي، إلى المكر والحقد والمكيدة والدهاء لينقلب على الشرعيَّة، واختار المساجد لإشهار «تعبُّده وتصوُّفه وتقواه». وتمكَّن بخطبه وحديثه عن مواصفات الحاكم التي فصَّلها على مقاسه من استقطاب العديد من الشباب المتدِّين في مجالسه. ولمَّا تيقَّن من السيطرة على عقول مريديه، اختار فريقًا ممَّن توسم فيهم طاعة أوامره، نقلهم إلى «قلعة الموت» التي أجرى فيها أنهارًا من الخمر والعسل والماء الفرات، وحشد فيها من الجميلات الكاسيات العاريات، موحيًا بأنَّها على الأرض تماثل الجنَّة التي وعد الله بها المؤمنين! ، كان عليهم تنفيذ مهمَّة تتطلَّب تنفيذ خدمة جليلة للمجتمع؛ ألا وهي تخليصه من الحاكم وأعوانه. لذلك زوَّدهم بخناجر مسمومةٍ – (توازي الأحزمة الناسفة في هذا العصر) ووجَّههم لاغتيال من وضعهم على قائمة القتل. ولأنَّ «قلعة الموت» وما فيها من متع تكون مشرِّعة أبوابها لاستقبالهم بعد أدائهم المهمَّة. وإذا ما كتب الله لأحدهم (الشهادة)!! فسيرفع إلى جنَّة الخلد وتتلقَّاه العشرات من الحور العين لينعم بجنَّة عرضها السموات والأرض.!! وما لبث أن ذاع صيتهم والخوف منهم في ديار الاسلام وحتى في «ديار الكفر»؛ حسب توصيف الأقدمين لبلاد الفرنجة. وأطلق عليهم اسم «الحشَّاشون» لإدمانهم على تناوله. ومن هذه التسمية، كما يرى علماء اللُّغة، اتخذ لفظها بالأحرف اللاتينيَّة “ASSASINATION” وتعني القتل اغتيالاً، وأُدخلت كلمة «كافر» التي تعني فقد القدرة على رؤية الصواب، فكانت كلمة “COVER“ وتعني التورية أو التغطية. ويستمرُّ مع مرور الزمن ظهور تلامذة مدرسة الحسن الصباح الإرهابيَّة حتَّى عصرنا، وهم يرفعون شعارات إسلاميَّة؛ ظاهرها التمسُّك بالدين الحنيف ، وباطنها الكفر والفجور والتغرير بالبسطاء من الشباب الذين يزدادون عددًا . في عصرنا شُرَّعت الأبواب ليتقمص كلُّ من هبَّ ودبَّ من أفَّاكين وكلُّ عُتلٍّ زنيمٍ من غير ملَّتنا وعقيدتنا فيجنِّدون الشباب المسلم ويوجِّهونهم لقتال إخوانهم وأبناء عمومتهم بدءاً من المساجد ثمَّ - لا قدَّر الله - في أيِّ مكانٍ يصله إجرامهم.. بينما تنعم في أمان واطمئنان دولة الظلم والعدوان التي بسطت سيطرتها على بيت المقدس وما حوله من أراضٍ مباركة، فتكتمل بذلك خطَّتهم في خريطة شرق أوسط الجديد! فَقَاتَلَهُمُ الله أنى يؤفكون

مشاركة :