(في ظلّ ما تعيشه منطقة الشرق الأوسط من صِـراعات على مختلف الأصعدة، وما نعيش في عصرنا اليوم من ضَــبَــابِـيّـة، لاسيما في الميدان الفكري الذي يَـمُـوج بالمتغيرات المتلاحقة؛ تأتي أهمية التأكيد على الأسس والمبادئ التي قامت عليها المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، فدينها (الإسلام)، ودستورها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وما يحْـمِـلانه من قِـيَـمٍ ومبادئَ خالدة وثابتة. والتمسك بتلك الأسس والمبادئ (لايعني أبداً) عدم الإفادة من مكتسبات العصر فكرياً وعلمياً وثقافياً وتقنياً، بل توظيفها لِـتتطور (أُمّـتُــنَــا) في شتى المجالات الحضارية. فلو تخلى كل مَــن في الأرض عن الإسلام، فـ (السّعـودية) لن تتخلى عنه أبداً، ولهذا فـ (الإنسان الـســعودي) الذي شَــرَّفه الله بانتمائه لهذه البلاد الطاهرة التي أشرق منها نــور الوحي، لِـيَـنْـشُـر أشعته في هذه الأرض، وكرّمَــه بجوار وخدمة بيت الله الحرام ومسجد رسوله عليه الصلاة والسلام، يَـحْـمِـلُ رسالةً عظيمة، وهي أن يكون أنموذجاً يُـقْـتَــدى به في عقيدته وفـكره وتعاملاته وتطوره الحضاري والمعرفي؛ لِــيُـثْـبِــت للعَـالَـم أجمع بأن الإسلام دِيْــنٌ صالح لكل زمان ومكان، ودِيْـن قــوة وعَـدالة وتسامح. و(السّــعــودي) لاشك (أهْــلٌ لهذه المسئولية، أهْــلٌ لها، أهْــلٌ لها)؛ فعليه أن يَـواصل مسيرة التّـطور لِـتَـرْتَـقِـي أُمّـتَــه) . السطور أعلاه إيجاز لحَـدِيْــث قلبي نطق به (الأمير خالد الفيصل) في لقائه ظهر قبل أمسِ الخميس مع ضيوف (سوق عكاظ) في دورته التاسعة التي افتتحت في الطائف يوم الأربعاء الماضي. وتلك الكلمات الصادقة التي شَـخّـصت بـ (فِـكْـر خبير) الواقع بكل جزئياته وتفاصيله، وحاولت بعبارات مختصرة رسم ملامح المستقبل أجزم أنها رسالة واضحة المَـعَـالِــم لكل مواطن سعودي لتتضح له الرؤية في ظل محيط تتلاطم أمواجه بالـفِــتَــن. وهي رسالة بليغة لكل العلماء والمفكرين والمثقفين لكيما يُــوحِّــدوا الـصّـفوف، ويمارسوا دورهم في حماية مجتمعهم من خفافيش الظلام، وقيادته نحو المكانة التي يستحقها. أخيراً إذا كان سوق عكاظ قــد حقّـق الكثير من المكتسبات والنجاحات؛ فإن تلكم الكلمات النابضة بالإخلاص والشفافية مِـن عَــرّابه (خالـد الفيصل) مِـن أهم مخرجاته!. aaljamili@yahoo.com
مشاركة :