اليوم أكمل رسالة غالية الكردي (الطالبة في جامعة مكجيل في مونتريال بكندا) الموجهة إلى أستاذها ميشالسكا التي تضمن جزؤها الأول تذكيره بدوره في قتل الأبرياء في غزة عبر أبحاثه المتخصصة في تطوير أنظمة توجيه الصواريخ الإسرائيلية تحديدا إلى بيوت وصدور الفلسطينيين في غزة. وتضيف غالية: (اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نتذكر الفظائع التي ارتكبتها النازية الألمانية عندما نشاهد الجحيم الذي تطلقه إسرائيل على بشر أبرياء، وتحطم حياتهم ومقدراتهم اليومية بفضل «الصواريخ الموجهة المحسّنة». لعّل أكثر الناس يجهلون أن الألمان آنذاك كانوا أكثر الناس تعليماً في العالم. وربما كانت لديهم مؤسسات بحثية راقية مثل ماكجيل، لكن مع ذلك لم يحل تعليمهم دون البربرية التي مارسوها! لماذا؟ الجواب في نص جاء على لسان إيلي ويسيل، الأستاذ اللامع والناشط الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1986م: «لأن تعليمهم كان يؤكّد على النظريات بدلا من القيم، وعلى المفاهيم بدلا من البشر، وعلى التجريد بدلاً من الوعي والإدراك. تعليم يقدم أجوبة بدلا من إثارة أسئلة، ويحرص على الأدلجة والكفاءة بدلا من الضمير والوجدان.» هكذا حال التعليم اليوم لم يعد يهتم بضمان مستقبل مشرق للإنسانية. متناقضة التعليم هي أن يحدثنا أستاذ الجامعة عن «النزاهة العلمية»، في الوقت الذي يخفق هذا الأستاذ نفسه في احترام «قيمة الإنسان» في المقام الأول. كان الجدير بمؤسسة راقية مثل ماكجيل، وأستاذ مسؤول من أمثالك الاستثمار في عالم يعمه السلام نفخر به جميعا، بدلا من الاهتمام بالتصنيفات الدولية. يجدر بماكجيل أن تكون ملجأ لتعزيز ورعاية نظرة شاملة للإنسان أينما كان ابتداء بأساتذتها وطلابها متطلعين إلى أعلى المعايير التي تنطلق منها معاني الإنسانية. صحيح أن لدينا مؤسسة متقدمة علمياً، ولدينا عقول وموارد لإجراء وتمويل أكثر التقنيات تدميراً، لكن ذلك لا يعطينا الحق في القيام بذلك، فضلا عن التعاون مع إرهابيين ومجرمين.) تلكم عينة لفطرة سليمة ينير الحق طريقها وبصيرتها وحياتها. شكرا غالية لأنك أعطيت أستاذك درساً في معنى الإنسانية، وتفضلت علينا بدروس في معاني القوة الرشيدة والكلمة الصادقة والرجولة الحقة. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain