حين تصل لمرحلة عمرية معينة في الإدراك يحدث معك شي غريب وميض متسارع لا وصف له أبداً وكأنها فلاشات تخترق بؤبؤة عينيك تقف متسمراً في بقعتك وليس عليك حينها سوى تتبعها بعينيك وينكشف عن عينيك الغطاء فهاهُنا أنت اليوم وحدك وسط الزحام بين عقليات في غفوة وثبات تام تعمل داخل جمجمتك محركات تفندُ المواقف والشخوص بطريقة مختلفة عن السابق يبدأ الصخب الذي حولك بالتلاشي رغم وجودك فيه وكأنك الوحيد الذي يحمل فانوس المعرفة فتبدأ رحلتك في التأمل من جديد وبعمق لم يسبق للمواقف ذاتها التي مررت عليها مسبقاً ولكن بوضوح تام ومرعب في بعضها ومع مرور الوقت يبداً هذا الوميض بالتباطؤ لترى الحياة بالعين المجردة حياة مليئة بالتناقضات في كل مظهر من ظاهرها وستشعر حينها بهزة مدوية في مشاعرك وتتلمس الحقائق بيد ليست مكسية بعوازل ماأن تصل لتلك المرحلة الملكية في الإدراك حتى ترتسم ملامحك من جديد ملامحك الأصلية التي ولدت بها عبوساً باكياً لست مدرك ما الذي ينتظرك في المجهول ملامح خالية من الأقنعة المزيفة التي لبستها فوق بعض خلال حياتك السابقة إن كنت مجبراً أو برغبة منك لها ستدرك التناقضات التي حولك ومراحل عمرية شاقة أعطيتها من انفعالاتك أكثر من حجمها حين تصل لهذا المفترق لن يهز مشاعرك وثباتك سفاسف الأمور كالسابق وستتقزم الكثير من الاهتمامات سقطات تلو سقطات حتى تجتاز كل العقبات كخيل يحفظ مضماره جيداً قبل السباق مرحلة إدراكية عزيزي إن اجتزتها فأهلا بك أنت الآن ترى بوضوح جميع التناقضات كتب في التصنيف: خبر عاجل, مقالات كتاب بلادي تم النشر منذ 3 ساعات
مشاركة :