نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، مساء أمس الأول، في مقره في المسرح الوطني، أمسية شارك فيها الشعراء: محمد سمحان، وسعيد يعقوب من الأردن، وجميل داري ومحمد البياسي من سوريا. قدّم الأمسية الكاتبة آمال الأحمد، وحضرها الشعراء: حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومحمد البريكي، مدير بيت الشعر في الشارقة، وسالم بو جمهور، نائب رئيس الهيئة الإدارية في أبوظبي، وكريم معتوق، وسعيد معتوق، ولفيف من الشعراء والأدباء والمهتمين. قرأ الشعراء الأربعة قصائد مسكونة بالحب والحنين المضمّخ بالشجن، وجالوا فيها وصالوا في عوالم القصيدة الفسيحة، والكلمة الحالمة. افتتح القراءة الشعرية محمد سمحان مشيداً بما تشهده الإمارات من حراك ثقافي ونهضة، شملت مجالات الحياة كافة، مؤكداً أن الأمل مشرق في زمن الألم المطبق. وقرأ مجموعة من قصائده من بينها: السبعون، أطلي، يا حبَّة المسك، شهيد القدس والأقصى، قاب قوسين أو أقلَّ قليلاً، يقول في قصيدة السبعون: هِيَ السبعونَ لمْ تذهبْ بقلبي وإنْ ذهَبتْ بأحْلامِ الشَّبابِ ولمْ تذهبْ بعِشْقي للغواني ولمْ تذهبْ بشَوقي للتَّصَابي وسحركِ ردَّني خمسينَ عاماً مَرَرْتُ بها ومَرَّتْ كالسَّحابِ كأنِّي عُدْتُ للعشرينَ تَوّاً وأنَّ الدهرَ أخطأ في الحِسَابِ وأنَّ العُمْرَ قدْ ولَّى بقِشْري ولمْ تُبْقِ السنونُ سِوى اللُّبابِ فإن كنتِ السَّرابَ بقَفْرِ عُمري فكَمْ غيْري جرى خلْفَ السَّرابِ هواكِ مضى برُشْدي واحتواني وضلَّلني وأمْعَنَ في عَذابي فلا لوْمٌ على من هامَ عشقاً وهلْ كالعشقِ سَوْطٌ للعَذابِ عِقابي بعدَ أن كثُرت ذُنوبي هواكِ... فلا تضُنّي في العِقَابِ وقرأ الشاعر سعيد يعقوب قصائد من بينها: قالت أحبك، قيس وليلى يقول في الأولى: قالتْ: أحِبُّكَ قُلتُ: لمْ أسْمَعْ أعِيديهَا فَسَمْعِيْ لا أرَاهُ بِمُسْعِفِي قالتْ: أحِبُّكَ. يَا نُجُومُ تَألَّقِيْ زَهْوَاً وَيَا طيْرَ الرَّوَابِيْ رَفْرفِي قالتْ: أحِبُّكَ. يَا غُصُونُ تَأوَّدِيْ طَرَبَاً وَيَا أنْدَى النَّسَائِم ِ هَفْهِفِي قالتْ: أحِبُّكَ. يَا زُهُورُ تَرَنَّحِيْ سُكْرَاً وَيَا أوْتَارُ غنِّيْ وَاعْزفِي قالتْ. أحِبُّكَ. قُلتُ حَسْبِيْ أنَّنيْ أغْنَى عَن ِ الدُّنْيا بِذاكَ وَاكْتَفِي قالتْ: أزيدُكَ؟ قُلتُ لا مَا عُدْتُ أسْمَعُ يَا زَمَانُ اثْبُتْ وَيَا دُنْيا قِفِي قالتْ: أزيدُكَ؟ قلتُ إنْ شِئْتِ افْعَليْ وَتَوَقَّفِيْ إنْ شِئْتِ أنْ تَتَوَقَّفِي قالتْ وَكمْ قالتَ، وَلكِنْ مَا وَعَى سَمْعِيْ الذيْ قالتْ بِذاكَ المَوْقِفِ وألقى الشاعر جميل داري مجموعة من قصائده منها اضطرار، لا تبحثي عني الآن، الطيور، دمشق، يقول في الأخيرة: جعلتني دمشق آهاً وآها ليتني لم أكنْ أسيرَ هواها أشتهي أن أزورها ذاتَ يومٍ فمتى الحربُ تستريحُ رَحاها أرتقي قاسَيونَ ألمسُ نجماً وأعبُّ الحياةَ من بَرَداها وقرأ الشاعر محمد البيّاسي قصائد منها: ترتدي وحشة وتمسي قبوراً، سامحيني، نعم أنا مغرم، جالا، حبي الخرافي، يقول في الأخيرة: قولي أحبُّكَ لا تخافي ما عاد حبّك لي بخافِ غِيظَ العذولُ فكان ما أعلنتِ ثالثةَ الأثافي أزِفَ الشتاءُ فمن يردُّ النهرَ عن صَفعِ الضِّفافِ؟ الحبُّ أصْدقُه الذي بلغ الزُّبى.. بلغ المنافي ما أجمل الطوفانَ يَجرفني.. وما أحلى انجرافي وفي آخر الأمسية سلّم حبيب الصايغ شهادات تقدير للشعراء المشاركين.
مشاركة :