الشعر يجمعنا.. لو جربنا الإنسان قليلا لسلمى فايد

  • 12/2/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.واليوم ننشر قصيدة بعنوان "لو جرّبنا الإنسان قليلا" للشاعرة سلمى فايد.دونَكَ الأشياءُ ميِّتَةٌووجهُكَ واضِحٌ كجريمةٍومُراوغٌ كالرَّغبَةِ المُتَمكِّنةوعلى الحِكايةِ أن تكونَ بسيطةًوقصيرةَ الوقفاتِ دونَ مُجاملاتٍأو مُبالغةٍ تُصيبُ القلبَ بالإغماءتجمَعُ ظِلّكَ المُرتاحَ مِنْ حَولي وفي باليوتحمِلُ عن خلايايَ الوحيدةِ صوتَكَ المزروعَ فيهاهكذا بِبَساطةٍ تمضي إلى البابِ الأخيرِبلا سلامٍ موجِعٍأو بَسمةٍ كتبسُّمِ الماضي لِعاشِقَةٍ تخافُ منَ التذكُّرِربّما كانت ستُصبِحُ لحظةً عاديَّةًلو كُنتَ أفرغتَ الهواءَ وما بهِ مِنْ طيفِكَ القاسيوعطّلتَ اكتمالَ الكونِ والأشياءِ في عينيّحينَ تُطلُّ مُبتسِمًا عليّجوفي خرابٌ والحنينُكعوبُ أحذيةِ العساكِرِتضربُ الأرضَ الخراب..ولا أرى سببًا قويًّا للبُكاءِكعازِفٍ يَلقَى النِّهايةَ دونَ آلَتِهِ وأَعرِفُ أنَّ وقتَكَ ضيّقٌوالكونُ في عينيكَ أرحبُ من يديَّومن بلادٍ كنتُ أبنيها لنسكُنَها معًا..وأراكَ كالفهدِ الصَّبيِّتُجرِّبُ الدّنيا وتُطعِمُها الحياةَفأقطِفُ النّعناعَ أخضرَ كالتّمنّيأُنضِجُ البُنَّ القويَّ كما تحبُّوأستعِدُّ كمَسرحٍ للمرّةِ الأولى يُشدُّ سِتارُهُفلربَما تحنو على قلبي وتذكُرُدونَكَ الأشياءُ ميِّتَةٌوإنّي لا أَرى سببًا قويًّا للبُكاء.

مشاركة :