قلت لها : الله يطول عمرك وعمر بنتك ، أنا متزوج ، وبناتي أكبر من بنتك وأعتبرها كبنت من بناتي ومن الظلم أظلمها معي .. قالت : أحسبك ما قد تزوجت لأني أراك صغير باقي !! قلت : لا يغرك مظهري !! جلست أفكر فيها ، قلت في نفسي : ذي الحرمة تحمل هموم ومشاكل وضغوط نفسية ، نتيجة طلاقها وتربيتها لأبنائها وهمومها مع ابنتها المراهقة ومشاكل وظيفتها والدوام !! يا لطيف : ألطف بعبدك الضعيف ! وسط رسائلي وحديثي مع نفسي ، قالت : لف من هنا ! قلت : أنت ساكنة هنا وبيتك هنا؟! قالت : أيوه ! لفيت بها ودخلت قريتها وأمشي حتى وصلت لمكان ، قالت : وقف ! وقفت ! قالت : بيتي هنا ! كم مشوارك ؟! قلت : أركبتك لله ! وسط حشرجات نفسي لنفسي أسى على بعض الناس كيف عصفت بهم بعض الظروف . قالت : بالله كم مشوارك ؟! قلت : والله ذي عادتي ما آخذ أجرة من أيد واحد أركبه معي ، خاصة إن كان طفلا أو رجلا كبيرا في السن أو إمرأة !! قالت : ورب البيت ما قد لقيت مثلك ! الله يطول في عمرك ! قلت الله : الله يستر حالك وييسر لك ما فيه الخير ! رجعت لطريقي وأقول لنفسي : الطلاق تدمير لكل شيء ، بالله لو قابلت هذه المرأة المليحة رجلا عنده ما عنده من تسلط النفس الأمارة بالسوء ، ماذا سيحدث ؟ البنت المراهقة التي عمرها ١٦ سنة كيف تعيش وسط الظروف التي تتقاذفها يمينا ويسارا ؟!!. وتمضي الأيام والشهور والسنوات وأخرج في تمام الساعة الثانية والنصف في يوم صائف من البنك العربي في صبيا متجهاً لبيش وعند مطعم ميلانو في نخلان شاهدت إمرأة تحمل طفلا على ذراعيها محتضنة له وبالقرب منها طفل في العاشرة أو التاسعة من عمره !! الطفل يؤشر وأنا في سيارتي والمكيف شغال وأشعر بحرارة شمس الصيف الجيزاني ، كيف من يقف على قارعة الطريق ؟!!. عدلت : ركبت ورضيعها في الخلف وركب ابن العاشرة معي في الأمام ! لم أسألهم إلى أين ! . ثم قال الطفل : نبغى قرية ….. ! قلت : أبشر ! قال : كم تأخذ ؟ ضحكت وقلت اللي يجي منك لو ريال ! سكت وسط ابتسامة مرسومة على محياه المزهر . قبل أصل للقرية كانت أمه تضرب في كتف طفلها الذي راكب معي ! قال : وقف بِنَا عند السوبر ! وقفت : نزل الطفل وأعطته ١٠٠ ريال ونزل أشترى حفايظ وعصيرات وكيك وبسكويت ! رجع أعطى أمه بقية المئة الريال وما أشتراه ، كنت تحسب ١٠ و٢٠ و٣٠ حطتها في يدها ثم أعطت الطفل والباقي في حقيبة اليد ومشيت حتى وسط القرية قال لف يمين ولفيت يمين قال : وقف ! وقفت : قال : احنا جايين من المحكمة في صبيا وما معنا إلا هذه الثلاثين وبقية وبقية المية هي كل ما معنا .. قلت : أنا ما آخذ فلوس وأجرة ولكن أحرقتكم الشمس فأركبتكم .. قالت أمه – وأول مرة أسمع صوتها – الله يجزيك خير ويكثر من أمثالك ! ياه ذي بنت صغيرة لا يتجاوز عمرها ٢٤سنة ومعها هذان الطفلان ومبهذلة في المحاكم ؟! ما الذي جرى للناس ؟! وفِي أعوام ماضية ومطعم النجمة على الطريق الدولي ، خرجت منه فوجدت رجلا كبيرا في السن قدرته بين الثمانين والتسعين ومعه إمرأة يمكن تصغره بسنة ! قالت : تركبنا معك ؟ قلت : فين قالوا : …….. ! قلت : اركبوا زابت مع الشايب حتى ركب وهي ركبت بجنبه كلاهما طاعن في السن .. يا لجبروت الأيام والسنين كيف تدمر الشباب وتذهب بالقوة ، يا لعينين تحملان معاناة وأحوال وهموم سنوات وسنوات ! قلت : على من أبكي ؟! . مشيت .. للحكاية بقية
مشاركة :