دونالد ترامب رجل أعمال اشتهر في تجارة العقار، وترتفع باسمه العديد من العمائر الشاهقة في مسقط رأسه نيويورك، ارتبط اسمه بالحسناوات حيث تزوج ثلاثاً منهن على التوالي آخرهن هي العارضة السلوفينية التي عملت معه في مكتبه لسنوات قبل أن يرتبط بها بعلاقة عاطفية أدت الى طلاقه من زوجته الثانية وزواجه من العشيقة الحسناء، ومثلما ارتفعت أسهم ترامب العاطفية وانهارت مرات عدة كذلك كان حاله في عالم الأعمال حيث تعرض للإفلاس شبه التام أكثر من مرة ليعود الى المسرح من جديد ويكتسب المرتبة 133 في سجل أثرياء الولايات المتحدة الأمريكية. هذه المرة اختار ترامب أن يسعى الى كسب الجائزة الكبرى وهي سدة الرئاسة الأمريكية، وبدأ في المنافسة على ترشيح الحزب الجمهوري مستنداً على ثروته الشخصية الطائلة وعلى أفكاره الشعبية البراقة ولسانه السليط، وهو اليوم يتصدر قائمة المرشحين الجمهوريين المزدحمة. من بين أفكار ترامب التي تجذب إليه بعضاً من متطرفي الحزب الجمهوري انه سوف يبني حائطاً للفصل بين أمريكا والمكسيك على طول الحدود بين البلدين ويتقاضى تكلفته من الحكومة المكسيكية ، وأنه سوف يستولي على نفط العراق والخليج لينفق منه على المحاربين القدامى وأسر القتلى من الجنود الأمريكان على ان يحتفظ (كثر خيره) لأهل النفط بحصة عادلة من إيراداته. ليست هذه هي المرة الاولى التي تفرز فيها الديمقراطية مثل دونالد ترامب، فالزعيم النازي أدولف هتلر وصل الى الحكم في ألمانيا عن طريق الانتخابات، وكذلك الحال بالنسبة الى سلفيو برلسكوني الذي أعلنت مجلة الإيكونومست البريطانية المعروفة برصانتها أنه يمثل عاراً على جبين إيطاليا، أما ترامب فلقد وصفه المعلق التلفزيوني الامريكي الشهير بل مار بأنه ينتمي الى فصيلة غوريلا الاورانجوتان. لا تقلقوا كثيراً، فالنظام السياسي الأمريكي كفيل بالإطاحة بمثل هؤلاء الشواذ والانتخابات الأمريكية مازالت في مرحلة مبكرة وسوف تستمر لأكثر من عام وسوف يتعرض ترامب الى هزات عنيفة من قبل منافسيه، وكذلك بسبب عشوائيته وقدرته على اكتساب الأعداء بأكثر من شعبيته بين مناصريه، وفي هذه الأثناء استمتعوا معي بشطحات السيد ترامب وتفرجوا على أسلوبه الساخر والمثير الذي أضاف الى هذه الانتخابات وهجاً وبريقاً بعد أن كان يخشى أنها تتجه نحو مباراة إعادة بين أسرتي بوش وكلينتون. afcar2005@yahoo.com