عزيزي القارئ ما زال الحديث عن الألوهية والتي أشار الله تعالى إليها في مطلع سورة الفاتحة بقوله عز وجل(الحمدلله ) .. والألوهية تشير إلى الذات الإلهية وإلى الإله الخالق الواحد الأحد الفرد الصمد . وهي لا يشار إليها بكيف ولا نعت فلا يعرف الله إلا الله.. وصدق تعالى إذ قال (وما قدروا الله حق قدره ) جل في علاه.. والله تعالى موجود بذاته سبحانه.. لا ند له ولا ضد له ولا شبيه له ولا شريك معه، سبحانه.. لا إله غيره ولا رب سواه.. واحد أحد فرد صمد.. أوجد الوجود من العدم بقدرته وبسط الأرض على ماء جمد بقدرته.. وأرسى الجبال بقدرته..وأجرى البحار والأنهار والمحيطات بقدرته عز وجل .. وقدر الأقدار بعلمه وإحاطته.يقلب الليل والنهار وكل شيء عنده بقدر ومقدار، سبحانه وتعالى.. ليس للأين منه أين فهو الذي لا يشار إليه بأين فالأين يشير إلى مكان والمكان خلق. وهو عين كل أين.. وليس للأين منه سبحانه أين.. لا يشار إليه بكيف.. لا يتصوره عقل .. قديم قبل القدم حيث لا قدم.. لا يشار إليه بقدم معلوم فمهايا القدم المعلومة للخلق متعلقها زمن والزمن له خلق.. أسماؤه قدسية بذاته..وصفاته تنزهت عن النعوت والوصف.. أشارت أسماؤه وصفاته إلي وحدانيته وعظمته وعظيم إبداعه وقربت الخلق إليه ولا معرفة له إلا به سبحانه.. ذاته تعالت عن الإدراك والكيف والمعرفة والإحاطة والوصف ..إذ إنه لا يعرف الله إلا الله.. {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}. هو القريب من حيث لا مسافة فهو أقرب من حبل الوريد ومن الروح إلى الجسد ومن نور البصر لأدوات الأبصار .. ومن نور السمع من أدوات السمع ..وهو البعيد من حيث لا بعد وهو عين القرب والبعد، وهو حيث لا قرب ولا بعد.. أعجز الخلائق بوصفه وقدرته سبحانه.. أحاط بخلقه من قبل ظهورهم وعلمه فيهم سابق وجودهم يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون من قبل خلقه للخلق.. أحاط بكل شيء علما.. خطت يد قدرته تعالى في اللوح المحفوظات مقدرات كل عوالم الأكوان والخلق ..لا يغيب عن علمه كائن ما كان في كونه ولا يتيه صوت عن سمعه من بين أصوات جميع خلقه سبحانه.. يحيط ولا يحاط ويدرك ولا يدرك.. لا تحيط به العقول والأفهام ولا تدركه الأبصار..خارج سبحانه عن دائرة الأوهام والتخيل والتصور سبحانه .. ليس له عوز ولا احتياج ولا علة لا فيما خلق ولا فيما أوجد ولا فيما قضى ولا فيما قدر سبحانه.. قائم بذاته وكل الخلائق قائمة بإمدادات قيموميته تعالى فهو الحي القيوم ..المدبر لشئون عباده وخلقه وسمواته وارضه جل جلاله.غني بذاته مستغنٍ بذاته عن جميع خلقه.. ليس له عوز لغناه سبحانه .. كان ولم يكن شيء معه فهو أول بلا ابتداء ولا بداية أولوياته سبحانه غير مسبوقة كان ولا شيء معه سبحانه.. لم يسبقه شيء وهو آخر بلا انتهاء.. ديوم أبدي سرمدي أزلي.. جامع ما بين الديمومية والأزل..والخلد والبقاء..الكل يفنى ولا يبقى إلا هو .. والكل يهلك ولا دائم إلا هو.. موجود بذاته.. حي قيوم وبه ومنه كان الوجود وكانت الحياة.. السموات والأرضين والكون والخلائق كلها في قبضته وتحت لواء مشيئته.. فعال لما يريد ولا يسأل عما يفعل.. ليس له علة في إرادته ومشيئته وإنما له حكمة تعالت عن العقول المعقولة والقلوب الغلف.كل المخلوقات تشير إليه وتنطق بلسان القدرة والعظمة والإبداع والقيمومية والقهر الإلهي .. إنه الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد..وهو الخالق الواجد البديع المبدع الذي ليس كمثله شيء.. سبحانه وتعالى.. جل جلاله.. تبارك في علاه.. جل ثناؤه.. عز أن يعرف وجل على أن يدرك.. اسمه شفاء وذكره دواء وطاعته عز وقربه أنس وفي محبته تعالى تكمن السعادة.سئل الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: هل رأيت ربك.. فقال كيف أعبد من لا أرى.. فقيل له صفه.. فقال: رأيت ربي بعين قلبي فقلت لا شك أنت أنت.. أنت الذي حزت كل أين بحيث لا أين ثمى أنت.. وليس للوهم فيك وهم فيعلم الوهم كيف أنت.. أحطت علما بكل شيء وكل شيء أراه أنت.. وفي فنائي فنى فنائي وفي فنائي وجدت أنت.. اذكروه تطمئن قلوبكم وتسعدوا.. لا إله إلا الله.. الله.. الله.. الله..ما لنا سواه ..
مشاركة :