قبل «رؤية 2030» لم يكن السعوديون يحلمون بوجود صالات سينمائية، وكان المواطن ينتظر نهاية الأسبوع كي يذهب في أقرب رحلة قصيرة لدول الخليج، ونهاية العام يبحث في شركات الطيران عن تلك البلاد التي يستطيع بها موازنة مصاريفه المالية خلال فترة الإجازة.اليوم وبعد مضي ما يقارب أربع سنوات على انطلاق الرؤية في 2016، نجد الخطوات تتسارع والقوانين تتعدل سريعا، وتتم إزالة عقبات التطوير واحدة تلوى الأخرى، وإزاحة الفاسدين والمفسدين، واستحداث هيئات جديدة للمراقبة ومتابعة الأداء والتطوير.على الجانب الحياتي للمواطن السعودي، نجده أصبح في طفرة التغير السريعة وربما لا يستطيع البعض مواكبة هذا التغير، فأصبح قابعا في منزله يراقب، ومتوجسا من عودة أشباح الماضي، وهيمنة التيارات الدينية مرة أخرى.الجيل الجديد من الشباب الذين كانوا ينتظرون اللحظة المناسبة كي يظهروا مواهبهم، ويمسكوا زمام الأمور في مبادرات التغير وصناعته، نجدهم يذهبون في «جودة الحياة» ويصنعون المبادرات تلو الأخرى، يحضرون المهرجانات الدولية بفرح، ويُجْرون المقابلات التلفزيونية، حاملين أحلام الوطن على أكتافهم، ورؤية لبلاد لا تريد أن تغادرها، بل تسافر بين مدنها متنقلا بين مهرجاناتها، وحاضرا حفلاتها.التغير في المجتمع لا يكون فقط على مستوى المظهر، بل في السلوك الحضاري الذي يمارسه شباب الوطن، وما زال في داخلنا أمل في تغير أكثر واقعية، يستمد من القانون قوته، ويجب أن يكتب ويصبح لزاما على الجميع الالتزام بالقوانين الجديدة التي تحكم السوق المحلية والعالمية.أي تغير يأتي بدون قوانين مكتوبة يصبح من السهولة تغييره، لذا نجد من الضرورة أن تكون تلك القوانين واضحة وسريعة، في كل مؤسسات الدولة كي تواكب الرؤية، والمستجدات العالمية، كما أن هناك ضرورة لوضع قوانين خاصة بالإعلام والكتابة، ومعرفة المرجعية التي يعود لها الكاتب في حال وجود أي خلاف بينه وبين مؤسسة حكومية كانت أو أهلية، بسبب رأي.حملت الرؤية لنا الكثير من الأمل في مزيد من التغير، ويحمل عرابها الأمير محمد بن سلمان الكثير الذي لم ينجز بعد، لذا علينا كافة «كتاب ومسؤولين» أن نقوم بأدوارنا الحقيقية وعدم التقاعس، أن يكشف الكاتب مناطق الخلل ولا يتحسس المسؤول من هذا الكشف، ويعتبره خائنا للوطن، لذا علينا تغيير المفاهيم بما يتواكب مع الرؤية الجديدة والعمل الحقيقي للبناء وليس لمجرد تلميع الصورة أمام المسؤول.
مشاركة :