المملكة وحقوق الإنسان | م/ عبدالله بن يحيى المعلمي

  • 11/18/2013
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

انتهت معركة انتخابات مجلس حقوق الإنسان وفازت المملكة العربية السعودية بمقعد لمدة ثلاثة أعوام من 2014 م وحتى 2016م، حصلت المملكة على مائة وأربعين صوتاً من أصل 193 هي عدد أعضاء المنظمة الدولية، وكان العدد اللازم للفوز سبعة وتسعين صوتاً.. يتساءل البعض عما يجعل المملكة مؤهلة لهذا الفوز الهام، والإنصاف يقتضي أن نقرر أن فوز المملكة كان مستحقاً لأسباب عديدة اكتفي بسرد خمسة منها على عجالة. السبب الأول هو أن المملكة قد حققت إنجازات كبيرة وخطت خطوات بعيدة في مجال ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان وتطبيقها وحمايتها في الداخل، وكان من بين ما أنجزته المملكة تأسيس هيئة حقوق الإنسان وتكليفها بمهام المتابعة والمراقبة لمدى التزام الجهات الحكومية بحقوق الإنسان، ومنح المرأة حقوقاً سياسية لم تكن تحظى بها من قبل، وسن القوانين اللازمة لمحاربة الإتجار بالبشر والحماية من الإيذاء وضمان سلامة الإجراءات القضائية، وتأسيس الجمعيات المهنية وجمعيات تمثيل العمال في الشركات، وإفساح مجال أوسع للحريات الشخصية وللتعبير عن الرأي.. هل حققنا كل ما يجب تحقيقه؟ الجواب هو بالتأكيد لا ولكننا بدون شك قطعنا شوطاً طيباً في الاتجاه الصحيح. السبب الثاني هو أن المملكة تتمتع بموقع متميز في العالمين العربي والإسلامي يمنحها سلطة التأثير المعنوي ويكسبها الأهلية اللازمة للتعبير عن مشاعر ألف وستمائة مليون مسلم في العالم، فإذا ما التزمت المملكة بموقف ما في المسائل ذات العلاقة بالعقيدة أو الثقافة بات من السهل على هذه القاعدة العريضة أن تلتزم به والعكس بالعكس. السبب الثالث هو أن المملكة قد مارست سلطتها الأخلاقية في الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم الإسلامي بأسره، فلقد كانت المملكة ممن أسس مفوضية حقوق الإنسان في منظمة التعاون الإسلامي، كما تصدت المملكة للدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا وفي ميانمار وفي فلسطين، ولحماية الهوية الإسلامية للمسلمين في المهجر، وللتصدي لحملات الإسلام فوبيا في العالم. السبب الرابع هو أن المملكة تتمتع بشبكة واسعة من الصداقات والعلاقات في مختلف أنحاء العالم، مما يساعدها على بناء الجسور بين قاعدتها العربية والإسلامية وبين شراكاتها الدولية ويفتح الباب أمام حوار مثمر بناء بعيداً عن المهاترات السياسية والمماحكات الايديولوجية. أما السبب الخامس فهو أن المملكة رائدة في مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العالم وهو حوار يتعطش العالم إليه لكي يبني روابط من الود والتفاهم والتسامح بين شعوب الأرض ويحقق المعاني السامية في قوله عز وجل: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم ْمِن ْذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُم ْشُعُوبًا وَقَبَائِل لِتَعَارَفُوا‬". لماذا اذاً والحال كذلك حظيت المملكة بمائة وأربعين صوتاً وحظي غيرها من الدول بعدد أكبر من الأصوات؟ والجواب هو أن المملكة دولة صعبة المراس، مستقلة الإرادة، ليست مطواعة ولا سهلة الانقياد، ولذلك حظيت بتأييد واسع في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، ولكنها واجهت مقاومة في قارات أخرى من جهات ربما كانت تفضل أن ترى في مجلس حقوق الإنسان دولاً أكثر نعومة وأقل صلابة من المملكة. في يناير القادم تبدأ المهمة الصعبة للمملكة المتمثلة في الاستمرار في بناء المصداقية الذاتية في الداخل، والحوار بثقة وانفتاح مع قوى في الخارج كان بعضها يفضل ألا يواجه التحدي السعودي الصعب. للتواصل: afcar2005@yahoo.com فاكس : 02/6901502 afcar2005@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (19) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :