يأتي بعض اللاعبين المسلمين بفرحة عارمة إلى المملكة عند تعاقدهم مع بعض الأندية، رغبةً في القرب من الأماكن المقدسة وزيارتها كلما سنحت لهم الفرصة، رغم العروض المغرية التي تُقدَّم لهم من أندية أخرى، لكن بعضهم يُصدم بتعاملات القائمين على بعض الأندية من عدم المصداقية في التعامل معهم، وإعطائهم حقوقهم، فيكون عنده ردة فعل تجاههم، وأحياناً يكون اللاعب قد اعتنق الإسلام هنا في بلادنا، ولكن التعامل من قِبَل بعض الأندية وعدم دفع الحقوق أيضاً، يترك أثره عليه رغم تمسكهم بالإسلام، لكن مثل هذه التعاملات ينبغي أن تنتهي، لأنها لا تمتُّ للإسلام بصلة، وتخلق ردّة فعل لدى هؤلاء القادمين إلينا، لذا فإن التعاقدات الرياضية الكبيرة إذا لا يستطيع النادي تأمينها؛ الأفضل عدم الإقدام عليها، فهؤلاء اللاعبون المسلمون ينظرون لهذا البلد المبارك نظرة إعجاب وحب، لوجود الأماكن المقدسة بها، ولكن يُصدم بمثل هذه التصرفات من قِبَل البعض. ما جعلني أكتب هذه المقدمة، ما نشره المهاجم السنغالي الدولي عبر حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي؛ من النعمة التي يتمتع بها مَن يعيش في مكة المكرمة، والتي تُؤكِّد حُب هذا اللاعب لقبلة المسلمين، وحنينه للتواجد بها، وهو مشهور بحُبِّ الخير، وله مساهمات في بناء المساجد في السنغال، وهكذا هو دور المسلم، متى ما كان مقتدراً مالياً نحو دينه والمساهمة فيه، إضافة لسيرته الحسنة في ملاعب أوروبا، والنجم السنغالي المسلم ديمبا قد اشتهر حين لعب لنادي نيوكاسل يونايتد بطريقة احتفاله المميزة، عبر أداء سجدة شكر لله تعالى عقب تسجيل كل هدف، تلك الطريقة -التي سبقه إليها لاعبو منتخب مصر في كؤوس أمم إفريقيا، حتى لُقّبوا بمنتخب الساجدين- وأصبحت عادةً في الاحتفال عند براعم نادي نيوكاسل وناشئيه، ممن يُحبّون هذا النجم الخلوق، ليس هذا فحسب، بل قامت شركة «إي آي سبورت» الشهيرة إثر تألقه الملفت وأهدافه الغزيرة، ببرمجة طريقة «السجود» كأحد طرق الاحتفال بالأهداف في لعبة الفيفا الشهيرة التي تصدرها سنويًا، وهذا الفعل الذي قام به هذا النجم في مراحل سابقة من حياته الرياضية، كرّس لدى مُعجبيه هذا الفعل الطيب، فأصبحوا يقلدونه لنجوميته، وربما كان ذلك سبباً في إسلامهم في المستقبل، فهذا الدور الذي ينبغي أن نراه من جميع اللاعبين المسلمين، ونتمنى أن يكون للاعبينا في وطنهم أدوار اجتماعية نحو دينهم، وأداء الأدوار المناطة بهم خدمة لدينهم، فخدمة الدين هي أهم أهداف الحياة للمسلم، بعد عبادة الله سبحانه وتعالى.. نسأل الله للجميع التوفيق والسداد.
مشاركة :