لاعب مسلم واستفزاز الجماهير الألمانية | سعد بن جمهور السهيمي

  • 12/11/2015
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

يتعرّض بعض المسلمين لاستفزاز، وحملات مضادة من بعض العنصريين الغربيين، كردّة فعل على ما تقوم به «داعش»، و»القاعدة»، وغيرهما من الفئات الضَّالَّة، التي أساءت للإسلام والمسلمين، ولم يسلم من ذلك بعض اللاعبين المسلمين من هؤلاء العنصريين، الذين لا يختلفون في فكرهم عن «داعش»، وغيرها بما يمارسونه من عداء، وبُغض لكلِّ ما هو مسلم، ولعلّ ممّا يثلج الصدر أن بعض المسلمين، ومنهم اللاعبون البارزون، الذين يتعرّضون للاستفزاز يحرصون على أن يكون تعاملهم حسنًا، ويمثّل شخصية الإسلام الحقيقية، وهذا ما حصل من لاعب تركي محترف في ألمانيا، حيث تعامل اللاعب التركي المسلم -واسمه هاكان تشالهان أوغلو، ويلعب لاعب وسط في فريق باير ليفركوزن الألماني- بطريقة رائعة، ومهذّبة، وغير معتادة في مثل تلك الملاعب، خاصة مع استفزازات جماهير فريق شالكة له خلال المباراة، التي جمعت الفريقين في الدوري الألماني، حيث حاولت جماهير شالكة استفزاز اللاعب التركي بعبارات عنصرية، وألقت عليه مخلّفات طعام، من بينها قطع خبز، عندما كان بصدد تنفيذ ركلة ركنية، إلاَّ أن هاكان تعامل بكل هدوء مع هذه التصرّفات العنصرية، حيث التقط قطع الخبز من على الأرض، وقام بتقبيلها، قبل أن يضعها بهدوء خارج الملعب، في تصرّف استفزّ أنصار الفريق المنافس، ونال استحسان الكثيرين. وهذا التصرّف يبيّن دماثة خلقه الجم، وتعامله بخلق الإسلام المثالي، ليتفادي شر أولئك العنصريين، والذين زادت عنصريتهم ضد المسلمين بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وتحوّل العداء غير المعلن منهم فيما مضى إلى عداء واضح. نسأل الله أن يقي المسلمين شر هؤلاء العنصريين، الذين بدأ خطرهم يتزايد في الغرب، ويحتاج اللاعبون المسلمون هناك إلى حمايات خاصة تقيهم شر أولئك العنصريين. والحقيقة التي ينبغي أن تُذكر ويعلمها قارئ هذا المقال أن ما حدث للاعب التركي لم تكن هي المرة الأولى التي تصدر من الجماهير في الملاعب الأوروبية بدواعٍ عنصرية، بل إن بعض جماهير فرق أوروبية أخرى قامت أيضًا بإلقاء الطعام على لاعبين آخرين بعنصرية مقيتة، وهذا ليس بغريب عليهم، فعداؤهم واضح وبيّن للإسلام والمسلمين، وعمومًا ما جعلني أكتب هذا المقال هو الموقف الجميل، والتعامل الراقي من هذا اللاعب المسلم، مع بعض الجماهير الألمانية العنصرية. نسأل الله أن يحفظ الإسلام والمسلمين، وأن يحفظ لنا بلادنا، ويوفق ولاة أمرنا لما يحب ويرضى، وما فيه صلاح البلاد والعباد.

مشاركة :