استقبال وتقبل أي عمل حتي العمل الفني يعتمد على الحالة والمستوي الثقافي والديني والتعليمي والحالة النفسية للشخص نفسه التي هو بها أو يمر فيها. ونحن الآن بعد مرور سنوات عديدة خرج علينا جيل واجيال متاخذه الثقافة الغربية المدسوسة علينا في صورة التطور والتقدم وغيرها عبر الأعمال الفنية المدبلچة ووسائل التواصل الاجتماعي الغير ملائمة ولا متوافقة مع مجتمعنا وخصوصا أن المستوي العقلي والوعي الثقافي والاجتماعي مازال غير مؤهل. وبالتالي اكتسب معايير جديدة وعادات ليس لها صلة بمجتمعنا من احتياجات وطموحات وتطلعات وأصبحت التطلعات أكبر من الإمكانيات المتاحة وعادات غير موائمة لنا كمجتمع مصري شرقي حتي في طريقة ارتداء الملابس الغير لائقة للشباب والبنات. وأسلوب الحوار كان بين الشباب وبعضهم والأبناء مع والديهم وكل هذا في شكل عملية تطور ومواكبة كل ما هو جديد وحديث وموضة وهو تطور كرتوني هش من خلال التقليد الأعمى واكتساب مالا يناسبنا ولا ينفعنا بل العكس ومن الجهة النفسية دعونا نسترجع قليلا من الزمن. لقد مر الشعب المصري بعدة أزمات اقتصادية منذ حرب أكتوبر والانفتاح الاقتصادي الذي جعل الموازين والأوضاع مقلوبة في وضع عكسي ومعكوسة بالفعل طبقات تعثرت وطبقات اتغنت وما بينهما طالها الانحدارات الاقتصادية والاجتماعية منها ما ذاد غني ومنها ما ذاد فقرا ومنها من حاول تغير جلده والظهور بشكل جديد. وهذا يعطي بالفعل تأثير نفسي وينعكس بالفعل علي السلوكيات إلا من كان ماسكا علي دينه وعاداته وتقاليده وطبعا المستوي التعليمي ودرجته من المراحل التعليمية والمستوي التعليمي وجودته نعم عليهم عامل أساسي مع التربية الأسرية والوعي الأسرى ومستوي الوعي الديني والعادات والتقاليد كلا منهم معا يعطينا الدرجة الكافية للتميز بين ماهو مناسب وغير مناسب ولائق وما هو متماشي مع عاداتنا الشرقية المصرية والدينية أو لا يتماشى. في السابق كانت فئات معينة من الشعب هي التي تتابع وتشاهدالأعمال الفنية وغيرها كان عبر المسارح والسينما والتلفزيون وهي وصلت لمرحلة فكرية وثقافية تميز بين ما هو صح وخطأ مهما كانت الاعمال المقدمه لهم وبعد ذلك كان المتابع لاي عمل أجنبى كان ولابد ان يكون يعرف يقرأء ويكتب الترجمة او يعرف لغة الحوار إنجليزية كانت أو فرنسية بمعني كان يدرك ويعي ما هو خطئ ولا يتماشي معنا وما هو ممكن اكتسابه ويطبق للصالح الفرد والمجتمع ومع الدبلجة باللغة العربية أصبح الكل يتابع ودخل في مرحلة التقليد الأعمى والكل استحسن الردأءه واستسهلها واعتبرها هي التحدث والحضارة وكده هو مش راجعي. ومع قلة مستوي التعليم وجودته كانت العقول فريسة سهلة ودخلنا في مرحلة اغتيال العقل وتهميشه أو جعله يسير في اتجاه واحد دون وعي وتفكير وتمييز واستغلال الحالة النفسية للمتلقي والمشاهد، نعم الحالة النفسية عليها عامل كبير جدا شخص مصاب بمشكلة معينة اقتصادية أو عاطفية أو دراسية ويجد أعمال فنية تعطي له الحل السريع السهل في صورة وهمية دراميه ومتماشيه مع حالته وظروفه المادية والاقتصادية ومع أوهام الدراما والتمثيل تتبلور الشخصية داخله وتكون قدوته وخصوصا مع مستوي الوعي والثقافي والتعليم والوعي الأسرى المتدني. حيث للفت نظري ونظر الكثيرين مقطع درامي بسيط الزوج أكرم دخل البيت وجد هاني نازل من غرفه النوم مع زوجته مثلها مثل في المشاهد القديمة الأبيض والأسود عند السهر أو الحفلات كان الشخص الذي يرفض الكحوليات أو يراقص زوجته كان رجعيا (دقة قديمة) لكن كان العمل الدرامي وقتها مقيدا من اولة إلى النهاية متماشيا مع العادات والتقاليد الأسرية والدينية. ومعالعلم أن الأعمال وقتها كانت تنتج ويستقبلها ثلاث أديان نتذكر طبعا فيلم (حسن ومرقص وكوهين) لو اي واحد منا رشيد بيفكر وحب يتحري الدقة عن اي عادات غربية يجد أن هذه المشاهد من الأساس غير مقبولة حتي في الغرب. ودعوني أخبركم أن هناك مناطق كثيرة في أوروبا مازالت محتفظة بعادات وتقاليد محافظة أخلاقية ودينية حتي في الزواج والارتباط، نحن يصدر لنا ثقافات وعادات لنا أن نميز ما هو نافع وما هو ضار منها. هذا ما يسمي باغتيال العقول وتهميشها وهي مشكلة خطيرة جدا أن تجعل العقل والأفراد فريسة سهلة وان تبعدها عن الواقع وتقبل السئ وكيفية التفكير والخروج من أي أزمة أو مشكلة. وهي من الأساس طريقة ملتفة من طرق الحروب على مجتمعاتنا ووطننا ولابد أن نراجع أنفسنا واولادنا ونحاول تغير ما تم اكتسابه، أن نأخذ منه ما يناسبنا ويؤدي فعلا للتطور ومصلحة المجتمع والوطن والعودة إلى الذات وتحكيم العقل.
مشاركة :