زوايا أخبار زيارة الملك لواشنطن - د. فهد الطياش

  • 9/1/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قمة سعودية - أميركية مرتقبة، هي الأولى بعد تولي الملك سلمان الحكم. ولكنها ليست الزيارة الأولى لخادم الحرمين الشريفين، بل هي محطة ضمن محطات تاريخ طويل هو عمر العلاقات السعودية - الأميركية. شهدت هذه العلاقة محطات بناء الثقة ومحطات مراجعة للمواقف ومحطات لمناقشة الأولويات. ولكن تبقى علاقة الأصدقاء والحفاظ على المصالح المشتركة هي العنوان الأبرز لجميع المحطات. وهي ليست الأولى التي يلتقي فيها الملك سلمان بالرئيس أوباما، بل هي ضمن لقاءات أخرى. ولعل التوقيت وظروف المنطقة سينعكسان بلا جدال على جدول الاعمال. ويمكن للمتابع ان يرى أن موضوع الزيارة ستتم تغطيته وفقا لزوايا الاهتمام الإخباري لوسائل الإعلام وحسب الاجندات والمصالح. فالزيارة تعني فتح الكثير من الملفات التي تهم العالم. فالمملكة لم تعد لاعبا إقليميا فقط، وإنما أصبح لها بصمة على الخارطة الدولية بما تمثله من ثقل عربي إسلامي واقتصادي، واعتدال في تحقيق الرخاء والسلم العالمي. هناك وسائل إعلامية أميركية قد تغطي الزيارة ضمن اجندة الانتخابات الأميركية المقبلة والتي تحتل منطقة الشرق الأوسط ابرز تحدياتها. وقنوات ترعى المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة وترى بعينها. وفي بلادنا نرى الزيارة من منظور مصالحنا مع الولايات المتحدة. وبالتالي هناك إطار مشترك تصنعه الآلة الدبلوماسية في كلا البلدين، ولكن لن تكفي ضمن التغير الكبير في وسائل الاتصال الرقمي. فهناك من يرى في مصلحته الا تستمر هذه المصالح المشتركة. بل وهناك أصحاب مصالح قد يرون في تخريب العلاقات فرصة لمؤسساتهم لبيع خدمات إصلاحها. بمعنى أن هناك من يريد المزايدة عبر التربح بالأزمات. أما في اقليمنا العربي فالله يعلم وحده كيف تقرأ الوسائل المأجورة تلك الزيارة، اما الوسائل المسؤولة والنزيهة وصاحبة المهنية فلا خوف من تغطيتها. فمصلحتها في الحياد والمهنية وليس في اختلاق الأكاذيب. وهنا يأتي بيت القصيد حول أهمية التدفق المعلوماتي الرسمي عن الزيارة حتى لا يكون هناك مجال لتخرصات الحاقدين. فلو تابعنا منذ مطلع الأسبوع على موقع السفارتين السعودية في واشنطن والأميركية في الرياض لما وجدنا أي خبر يذكر عن الزيارة، ولا حتى ترديد لبيان المتحدث الرسمي للبيت الأبيض "جوش إيرنست" حول تأكيد الزيارة في الرابع من سبتمبر. وربما تستمر الحال في مواقع رسمية حيث يحرص الإعلامي على استقاء المعلومات منها. ولعل تعزيز المواقع الرسمية السعودية بوجهة نظرنا تقطع الطريق على التقول والتخرص عند تناول تلك الملفات. فالزيارة تعني فتح الملف اليمني وعاصفة الحزم، ومحاربة الإرهاب، وملف الاتفاق النووي الإيراني، وملف تدخلات طهران لزعزعة امن المنطقة، وهي من أهم الملفات التي ستبحث في تفاصيلها وسائل الاعلام. ولن يغيب أيضا عن الزيارة الملف الرئيس وهو القضية الفلسطينية والإرهاب الإسرائيلي وعرقلة جهود السلام، وهناك الملف اللبناني والملف السوري وملف مكافحة التطرف والإرهاب وملف الأمن الخليجي والملف الاقتصادي والطاقة وملف الدفاع وعقود التسلح وملف التعليم والابتعاث. زيارة بها كل هذه الملفات لن تخلو تغطياتها الإعلامية من زوايا حياد وزوايا حقد وضغينة وزوايا رضا. ولعل الملف الأهم والأضعف بين تلك الملفات هو ملف المبتعث السعودي. فأرجو ألا يترك تحت رحمة قصور تقليدي من السفارة او الملحقيات او تحت رحمة التشويه الإعلامي الأميركي. فالمبتعث هو رأسمالنا البشري الذي يحرص عليه الملك سلمان في كل زياراته. ولعلي استدعي من سجلات الذاكرة زيارته يحفظه الله الى أمريكا عندما كان اميرا للرياض وحضر لافتتاح معرض المملكة بين الأمس واليوم، وكيف التقى بالمبتعثين واشرف شخصيا على حل مشكلاتهم ومتابعة تنفيذها. وكم كان حديث جيلنا من المبتعثين آنذاك عن تلك الزيارة. والوضع الآن مع مبتعثينا اكثر خطورة في ظل التشويش بل وحتى الاستقطاب كما رأيناه من تلك العقول الفارغة والتي استدرجت من مناطق الابتعاث الى مناطق الاقتتال وممارسة الإرهاب. فليكن ملف المبتعثين صناعة لعلاقات عامة وطنية تعمل عليها الملحقيات وليس لمجرد الحصول على ميزانيات لتمظهر بدون برامج أو خدمات. والمهم هو بناء علاقات إنسانية تخدم المبتعث وتحميه من شرور أعداء الوطن. حفظ الله خادم الحرمين في سفره وعودته سالما الى أرض الوطن.

مشاركة :