الشعر يجمعنا.. أدر ذكر من أهوى للصوفي ابن الفارض

  • 1/31/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.واليوم ننشر قصيدة بعنوان "أدر ذكر من أهوى ولو بملام" للصوفي "ابن الفارض".أدِرْ ذِكْرَ مَن أهْوى ولو بمَلامِفإنّ أحاديثَ الحَبيبِ مُداميليَشْهَدَ سَمْعِي مَن أُحبُّ وإن نأىبطَيفِ مَلامٍ لا بطَيفِ مَنامفلي ذِكْرُها يَحلو على كلّ صيغةٍوإنْ مَزَجوهُ عُذِّلي بخِصامكأنّ عَذولي بالوِصالِ مُبَشّرِيوإن كنتُ لم أطمَعْ بِرَدّ سلامبِرُوحيَ مَن أتلفْتُ روحي بحُبّهافحانَ حِمامي قبلَ يومِ حِمامِيومن أجلها طاب افتضاحي ولذّ لي اطْطِراحي وذُلّي بعد عزّ مَقاميوفيها حلا لي بعْدَ نُسْكِي تهتُّكيوخَلْعُ عِذاري وارتكابُ أثاميأُصَلّي فأشدو حين أتلو بِذِكْرِهَاوأطْرَبُ في المحراب وهي إماميوبالحَج إن أحرَمتُ لبَيّتُ باسْمهاوعنَها أرى الإِمساكَ فِطْرَ صياميأروحُ بقلبٍ بالصّبابةِ هائمٍوأغْدُو بطَرْفٍ بالكآبة هامِوشأني بشأني معرب وبما جرىجَرَى وانتحابي مُعرِب بِهَيَاميفقلْبي وطَرْفي ذا بمعنى جَمالِهامُعَنّىً وذا مُغرىً بِلِينِ قَوامونَوميَ مفقود وصُبحي لك البقاوسُهديَ موجود وشوقيَ ناموعَقدي وعهدي لم يُحَلّ ولم يَحُلوَوَجْدِيَ وجْدي والغَرام غرامييشِفّ عن الأسرارِ جِسْمي من الضّنىفيَغْدو بها معنىً نُحولُ عظاميطريحُ جَوى حبٍّ جريحُ جوانحٍقريحُ جفونٍ بالدّوام دَوَاميصريحُ هوًى جارَيْتُ من لُطْفيَ الهَواسُحَيْرًا فأنفاسُ النّسيمِ لماميصحيح عليل فاطلبوني مِن الصَّباففيها كما شاء النّحولُ مُقاميخَفَيتُ ضَنًى حتى خَفَيتُ عن الضّنىوعن بُرْءِ أسقامي وبَرْدِ أُواميولم أَدْرِ من يدري مكاني سوى الهوىوكِتْمان أسراري ورعي ذِماميولم يُبْقِ منّي الحبُّ غيرَ كآبَةٍوحُزْنٍ وتبريحٍ وفرْطِ سَقامفأَمّا غرامي واصطباري وسلوتيفلم يبقَ لي منهُنَّ غير أساميلِيَنْجُ خَلِيٌّ من هوايَ بنفسِهِسليمًا ويا نفس اذْهبي بسَلاموقال اسْلُ عنها لائمي وهو مُغْرَمٌبلَوْمِيَ فيها قلتُ فاسْلُ ملاميبمن أهتدي في الحبّ لو رُمْتُ سَلوَةًوبي يَقْتَدي في الحبّ كلُّ إماموفي كلّ عُضْوٍ فيَّ كُلُّ صَبَابَةٍإليها وشَوْقٍ جاذبٍ بزِمَاميتَثَنَّتْ فخِلْنَا كُلَّ عِطْفٍ تهُزُّهقَضِيبَ نقًا يَعْلُوهُ بدرُ تَمامولي كُلّ عُضوٍ فيه كلّ حشًا بهاإذا ما رَنَتْ وقعٌ لكلّ سِهامولو بسطتْ جسْمي رأتْ كلّ جوهرٍبه كُلّ قلبٍ فيه كُلّ غَراموفي وَصْلِهَا عام لدَيّ كلَحْظَةٍوساعةُ هِجْرانٍ عَلَيَّ كعامِولمّا تلاقَينا عِشاءً وضمَّناسواءُ سبيلَيْ دارِها وخياميومِلْنَا كذا شيئًا عن الحيّ حيثُ لارقيبٌ ولا واشٍ بِزُورِ كَلامفَرَشْتُ لها خدّي وِطاءً على الثّرَىفقالت لكَ البُشْرَى بلَثْمِ لِثاميفما سَمَحَتْ نفسي بذَلِكَ غَيرَةًعلى صَوْنها منّي لِعزّ مراميوبِتْنَا كما شاء اقتراحي على المُنىأَرَى المُلْكَ مُلْكِي والزمانَ غلامي.

مشاركة :