نيويورك، 3 سبتمبر/أيلول (إفي): كتب الأمريكي ماردي فيش الأربعاء السطر الأخير في مسيرته كلاعب تنس، عقب هزيمته أمام الإسباني فيليسيانو لوبيز في الدور الثاني من بطولة الولايات المتحدة المفتوحة آخر بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى، البطولة التي شهدت في عام 2012 تعرضه لنوبات هلع. وأوضح الأمريكي، في مقال مؤثر في صحيفة ذا بلايرز تريبوني، عن الأسباب التي دفعته للاعتذار عن اللقاء الأكبر في حياته: الجولة الرابعة من بطولة الولايات المتحدة المفتوحة للتنس، في يوم ميلاد والدي، في ملعب أرثر أش، ضد روجيه فيدرير. وتذكر اللاعب ذو الـ33 عاما تفصلني فقط ساعات عن اللعب أمام الأفضل على مدار كل العصور، مع احتمالية تحقيق أفضل نتيجة في حياتي، في بطولتي المفضلة. تفصلني ساعات عن لعب اللقاء الذي عملنا جميعا من أجله، الذي ضحينا جميعا من أجله، ولم أستطع فعل ذلك. حرفيا لم أستطع فعل ذلك. وكان اللاعب بصحبة زوجته في طريقهما نحو مجمع فلاشينج ميدوز، الذي يستضيف منافسات خاتمة بطولات الجراند سلام عندما تعرض ماردي فيش لإحدى نوبات الهلع، الوضع الذي شرحه قائلا لقد جن جنوني. زوجتي تسألني: ماذا بامكاني أن أفعل؟ كيف نستطيع أن نجعل الوضع أفضل؟ وقد أخبرتها بالحقيقة: الشيء الوحيد الذي قد يشعرني أنني بخير الآن هو عدم خوض هذه المباراة. فعندما كان فيش ضمن أفضل ثمانية لاعبين في تصنيف رابطة محترفي التنس في العالم، واجه حاجزا منيعا: اضطراب القلق. ومنذ هذه الواقعة لم يخض اللاعب سوى تسعة لقاءات في عام 2013 وستة في عام 2015. وقد ظهر من جديد في مارس/آذار الماضي في بطولة إنديان ويلز، أولى بطولات الأساتذة ونافس في يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين في بطولتي أتلانتا وسينسيناتي ذات الألف نقطة على الترتيب قبل أن يعتزل المنافسات في نيويورك. وفي عام 2009 اكتشف فيش مصدر اضطرابه. وأوضح لقد كنت في الـ27 من عمري وحتى ذلك الوقت كانت الأمور تسير بشكل جيد في مسيرتي. وقد كنت فخورا بها: لقد فزت بالميدالية الفضية في أولمبياد 2004، كنت قد حققت نتائج جيدة في بعض بطولات الجراند سلام، رأيت العالم كله، صنعت حياة جيدة، ولكن دوام الحال من المحال. دفعه طموحه للمضي قدمًا نحو المراكز الأولى إلى تغيير عاداته الغذائية وتقليل وزنه. وأوضح لقد كانت مسألة الان أو أبدا. في عامي 2010 و2011 أمضى لحظات رائعة داخل ملاعب التنس، وحل محل أندي روديك كأفضل لاعب تنس في الولايات المتحدة، فضلا عن بلوغه قائمة أفضل 10. وأشار في 2012 كنت الثامن على العالم. وهذا كان نتاج كل ما قمت به. لقد أصبحت الآن ضمن الصفوة. ولم أعد لاعبا عاديا. واذا كان الطموح قد جعله في هذه المكانة، فإن عدم الرضى بكون المصنف الثامن عالميا كان بداية نوبات الهلع. وأكد الأمر الذي كان قد نفعني كثيرا عندما كان أمامي 20 لاعبا، أصبح شيئا مجهدا ومدمرا بعد ذلك، أعتقد، عندما انخفض الرقم إلى سبعة. فكرة أنه لم أكن جيدا بالقدر الكافي كانت مسيطرة علي.. كانت سلاحا ذا حدين: على الرغم من معرفتي أنني أسير بشكل جيد، كان من الصعب علي أن أقول لنفسي ذلك وكنت أفكر فقط أنني يمكنني أن أكون أفضل. وقد أدى هذا الوضع لتعرض فيش لاضطراب في ضربات القلب، حيث قال لقد جن جنونه ولم أعد قادر على ايقافه. وفي نهاية عام 2012 أجرى تدخلا جراحيا، ولكن عقب عودته ظل كما هو، ولم تختف أعراض التوتر من عليه. وعلق لم أعد أستطيع النوم بسهولة. لم أكن أستطيع النوم بمفردي. كان يتعين علي اصطحاب زوجتي معي في كل مكان دائما. كنت أشعر بالحاجة لتواجد شخص معي في الغرفة دائما. لقد كنت من الأشخاص الذين يفضلون البقاء بمفردهم، السفر بمفردهم، هذه الوحدة. كان يروق لي بشدة إغلاق الهاتف والقيام برحلة طويلة. ولكن الآن لم يعد بإمكاني السفر بمفردي. وأضاف من المهم ألا توجد كلمة رياضية بجوار قصتي. هذه قصة حياة. هذه القصة تحكي عن كيف تسببت مشكلة ذهنية في إبعادي عن العمل. وعن كيف تمكنت بعد ذلك بثلاث سنوات من القيام بهذا العمل من جديد، وبشكل جيد. وأردف هذه قصة تحكي عن كيف، مع تعليم صحيح ومحادثة وعلاج، يمكن استعادة الأمور التي سلبها منك مرض عقلي. رأى فيش ذلك قبل أن يعرف أن مباراته مع الإسباني لوبيز التي انتهت لصالح الأخير 2-6 و6-3 و1-6 و7-5 و6-3 ستكون آخر مبارياته كمحترف.(إفي)
مشاركة :