طالب المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، أمس، الحكومة والقضاء العراقي بالبدء بعملية ملاحقة ومحاسبة الرؤوس الكبيرة الفاسدة التي أثرت في حساب المال العام خلال أكثر من عقد في العراق. في وقت قتل جندي عراقي في مواجهات مع مسلحين خلال مداهمة نفذتها القوات الأمنية بحثاً عن أحد المشتبه بتورطهم في عملية خطف 18 عاملاً تركياً في بغداد الاربعاء الماضي. وقال ممثل المرجعية الشيعية أحمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة في كربلاء، إنه لابد من البدء بملاحقة ومحاسبة الرؤوس الكبيرة والفاسدين الذين أثروا في حساب أموال الشعب العراقي خلال أكثر من عقد، وأن تسترجع منهم الأموال المنهوبة، وهذه هي مسؤولية هيئة النزاهة والسلطة القضائية ومن دون تأخير وتسويف، مضيفاً أن الشعب العراقي الذي عانى كثيراً من الفساد يترقب أن تتسارع الخطوات الاصلاحية الحقيقية التي تمس جوهر مطالب الشعب، وتكون شاملة لمختلف دوائر الدولة وتطهرها منه. وأوضح أن أهم مظاهر الفساد في العراق هو تكاثر الفاسدين الذين أثروا في حساب الشعب العراقي واستحوذوا على المال العام بطرق غير مشروعة مستغلين مواقعهم ومواقع معارفهم في السلطة، ولا يمكن تجاوز المشكلات في البلاد الا من خلال إصلاح حقيقي وواسع، وأن تكون المسؤولية تضامنية يتحملها جميع من هم بالمواقع في السلطة. وأيد السيستاني حملة الإصلاحات التي دشنها رئيس الوزراء حيدر العبادي، أخيراً، ودعاه لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الفساد وسوء الإدارة اللذين جعلا حكم العراق أمراً شبه مستحيل. من ناحية أخرى، قالت قيادة عمليات بغداد في بيان، إنه نتيجة توافر معلومات استخبارية بوجود أحد أفراد العصابة المنفذة لعملية خطف العمال الأتراك، تحركت قوة للبحث والتفتيش في شارع فلسطين، إلا أنها تعرضت لإطلاق نار من عناصر مسلحة حاولت اعتراضها. وأضافت أن ذلك أدى إلى استشهاد جندي وإصابة ثلاثة آخرين. ولم يحدد البيان هوية المسلحين الذين جرى الاشتباك معهم في شارع فلسطين بشرق بغداد، لكن كتائب حزب الله، إحدى أبرز الفصائل الشيعية المسلحة التي تقاتل إلى جانب القوات الأمنية ضد تنظيم داعش، قالت إن مقراً لها في الشارع نفسه تعرض للمداهمة. وأفادت قناة الاتجاه المقربة من كتائب حزب الله بـمداهمة أحد مقراتها (الكتائب) في بغداد مساء أول من أمس. ونقلت عن مصدر في الكتائب قوله، إن المداهمة شملت تطويق أحد مراكز حزب الله إضافة إلى جامع بقية الله في منطقة شارع فلسطين ببغداد. وكان مسلحون مجهولون خطفوا صباح الأربعاء 18 عاملاً تركياً من مكان عملهم في ورشة لبناء ملعب لكرة القدم في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية في شمال بغداد. وتنفذ المشروع شركة نورول التركية. واتهم العبادي الفاسدين وأصحاب الجريمة المنظمة بالوقوف خلف العملية، مؤكداً أنه أصدر الأوامر بالتعامل مع هؤلاء كما يتم التعامل مع الإرهابيين. وتنتشر على نطاق عريض عمليات الخطف في بغداد ومناطق عراقية أخرى، وقد تكون لطلب المال والفدية، أو لخلفيات سياسية أو طائفية. إلى ذلك، ذكرت الشرطة العراقية، أمس، أن 20 من عناصر تنظيم داعش بينهم قياديون، قتلوا في غارة للتحالف الدولي استهدفت مواقع للتنظيم في قرى حدودية في منطقة جبال حمرين قرب الحدود الإدارية مع محافظة كركوك شمال شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى (57 كم شمال شرق بغداد).
مشاركة :