مائة بيت من الشعر العربي القديم.. ابن خفاجة

  • 2/8/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في تراث الشعر العربي، منذ ما قبل الإسلام إلى نهاية العصر العباسي، كنوز وجواهر لا ينبغي للأجيال الجديدة أن تجهلها. نقدم كل يوم بيتا من عيون الشعر القديم، مصحوبا بإضاءة قليلة الكلمات، في محاولة لتحقيق التواصل الضروري والاستمتاع بعصير الحب والحكمة والموت.2- ابن خفاجة" كفى حَزنا أن الديارَ قصيةُ فلا زَور إلا أن يكون خيالا "بالخيال وحده، لأنهم لا يملكون غيره، يستعين العزل من كل سلاح لمواجهة ما لا قِبل لهم به من قسوة الهجر ومرارة الابتعاد القهري الذي يفرض الوحدة والكآبة. الحزن ثقيل يكفي ويفيض، والانتصار في المعركة غير المتكافئة وهم. الإنسان ذو قدرات محدودة، وأسير الزمان والمكان والقيود المرهقة. الإقرار بالهزيمة حتمي بقدر ما أنه لا يعيب أو يشين، لكن الاستسلام والرسو على شاطىء اليأس ليس مطروحا، فهو يعني الموت أو ما يفوق الموت. الأمل الوحيد في التواصل مردود إلى نعمة الخيال؛ تلك الهبة الخارقة التي يمنحها الله للتعساء من عباده، وأداة تحليق العشاق المحرومين لرؤية ما لا يُرى والإمساك بالمعنى الذي يمنح الحياة مذاقا.على المزايدين في ساحة الحزن والفجيعة والفقد أن يمتنعوا ويتراجعوا ويحسنوا قراءة المطلع الصاعق، فالشاعر يملك زادا هائلا من الألم يتجلى منذ البداية ويتغلغل بهدوء وثقة في ثنايا القصيدة ذات الإيقاع الشجني. قد يكون صحيحا أن البعيدة تقترب عبر الاستدعاء الذي يتحايل على القيد المزعج، لكنه الاقتراب الذي يزيد من اشتعال الشوق والاحتياج، ولا يقود إلى تمام الري والإشباع، وهل تغني زيارات الخيال، المحاطة بالتشويش والضباب، عن طموح التواصل والاندماج؟!.

مشاركة :