مائة بيت من الشعر العربي القديم – ابن لنكك البصري (9)

  • 2/17/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في تراث الشعر العربي، منذ ما قبل الإسلام إلى نهاية العصر العباسي، كنوز وجواهر لا ينبغي للأجيال الجديدة أن تجهلها. نقدم كل يوم بيتا من عيون الشعر القديم، مصحوبا بإضاءة قليلة الكلمات، في محاولة لتحقيق التواصل الضروري والاستمتاع بعصير الحب والحكمة والموت.9 – ابن لنكك البصري" نحن والله في زمانٍ غشومِلو رأيناه في المنام فزعنا "كل زمان هو الأقبح والأعظم قسوة والحافل بالخلل والظلم عند معاصريه، فأين تقع "اليوتوبيا" التي يحلم بها البشر ويتطلعون إلى استعادتها، أم أنها وهم لا وجود له إلا في الخيال والأحلام المستحيلة؟. القرن الرابع الهجري، حيث يعيش ابن لنكك، بمثابة الواحة السعيدة والمدينة الفاضلة التي يحلم بها ملايين الملايين من مقدسي السلف، فكيف لهؤلاء أن يتفاعلوا مع شاعر يحترف هجاء زمنه ومجايليه؟.يضيق الشاعر البصري بالواقع الخانق الضاغط الذي يشتبك معه، بلا ندية أو تكافؤ، في مبارزة تفضي إلى مزيد من الإحباط واليأس. القارىء لشعره الساخط المتذمر المسكون بالسواد، يدرك بلا عناء أنه هجّاء محترف، ليس للمتنبي غريمه الأشهر فحسب، بل أيضا لجملة المنظومة الاجتماعية التي يشمئز منها ويراها حافلة بالاضطراب والخلل الذي لا يُحتمل، وتمتد إدانته لتعبر الأفراد إلى الإيقاع العام الذي هو بمثابة النشاز المزعج المدمر.الحياة عنده كابوس مرعب مدمر لا يطيقه النائم فيغادر مملكة النوم فزعا من هول ما يراه، ولا تفاصيل في قصيدته هذه، وغيرها، تتطرق لاستعراض حيثياته.الشاعر ليس مطالبا بشيء كهذا، ويقنع بالترجمة الفنية. ينفّس بالشعر ويفضح ويدين، وعلى المؤرخين أن يقدموا الأدلة والبراهين.

مشاركة :