مجرد راكب | مازن عبد الرزاق بليلة

  • 9/7/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعب المصلحون والدعاة معنا وهم يفهمونا أن الحياة رحلة، وأنها فانية، وأن العمران هو الدار الآخرة، لكن الألمانية الشابة، لوني ميللر، حولت الدعوة الشفهية، إلى رحلة عملية، وتقدمت لتعيش في القطار، حقيقة، وليس نظرية، بل هي تأكل، وتشرب، وتنام، وتستحم، وتذاكر دروسها، كله داخل القطار، لتقنع الناس، وتقنع نفسها، بأن الحياة رحلة، وأنها مجرد راكب. القصة نقلتها الإندبنتدت البريطانية، وليست موضوعًا عن التدين، أو الإصلاح، ولو أنها تبدو كذلك للوهلة الأولى، بل قد اختارت ميللر حياة القطار لأنه أسلوب اقتصادي للحياة، فالسكن الذي كانت تقطن فيه شقة تكلفها، 450 يورو بالشهر، بينما تذاكر القطار الشهرية، لا تزيد عن 380 يورو، لذلك اختارت القطار. الموضوع نقلته الصحافة الألمانية بتوسع، ونال حظوة شبكات التلفزة فيها، فهي ترحب بالقادمين لمقطورة القطار في الصباح، وتودعهم في المساء، والقطار يوصلها إلى الجامعة عدة مرات، لتأخذ المحاضرة، ثم تعود للقطار مرة أخرى، ويأخذها للسوق تقضي حوائجها وتعود للقطار، وتزور أهلها وتعود للقطار، وفي المساء عندما يتوقف القطار تتوقف معه، وإذا سار تسير معه، وأصبحت تتقن كل خطوطه، وكل تحركاته، وكل مواعيده، ولن يجدوا خبيرًا للطرق أكثر منها. ميللر طورت العلاقة مع القطار، لتكتب أبحاثها الجامعية عن عادات المسافرين عبر القطار، وطلباتهم، وأهم ملاحظاتهم، ولا تستغني عن سماعة الأذن التي تجعلها تعيش في عالمها الخاص، وبقي أن تعرف أن ميللر تستقبل أيضًا أصدقاءها وصديقاتها في شقتها المتحركة في مقطورة القطار، وتستضيفهم في الكافتريا المتحركة هناك، والسؤال بعد تشغيل شبكة القطارات السعودية، هل تصلح للسكن؟. #القيادة_نتائج_لا_أقوال «ما أنا والدنيا إلا كراكب، استظل تحت شجرة ثم راح وتركها» حديث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مشاركة :