الأمن والسلامة أم السياحة ؟ | إبراهيم محمد باداود

  • 7/23/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تعد السياحة أحد المقومات الاقتصادية الأساسية للعديد من دول العالم ، وبحسب مصادر اقتصادية فإن خسائر الدول العربية والتي ظهرت فيها الاضطرابات مؤخراً تقدر بعشرات المليارات من الدولارات ، كما وصلت معدلات التراجع في مجالات السياحة في بعض تلك الدول من 50-70% خلال الأعوام الماضية . المجلس العالمي للسياحة أعد مؤخراً تقريراً أكد من خلاله بأن ظاهرة الإرهاب تعد في المرتبة الثالثة للظواهر السلبية المؤثرة على السياحة بعد الاضطرابات السياسية والكوارث الطبيعية ، مشيراً إلى تأثير مختلف الأزمات التي يشهدها العالم على قطاع السياحة بشكل مباشر، وأن البلد الذي يتعرض لهزات سياسية فإنه يحتاج إلى فترة تصل إلى 27 شهراً لعودة السياحة إليه كما كانت في الماضي ، أما البلدان التي تتعرض إلى هجمات إرهابية فإن فترة تعافي قطاع السياحة فيها تصل إلى 13 شهراً ومن ذلك الاتحاد الأوروبي والذي تشكل عائدات السياحة فيه 10% من إجمالي ناتجه القومي . الإرهاب اليوم لم تعد له جنسية أو هوية أو دين فهو يضرب في كل مكان في أوروبا كتفجيرات بروكسل وباريس ونيس ومؤخراً في ميونخ بألمانيا وفي تركيا وفي السعودية ومصر وفي تونس ،ففي كل يوم أصبحنا نسمع عن حادث إرهابي هنا أو هناك ، وكثير من تلك الأماكن كانت وجهة للعديد من السياح وخصوصاً من الخليج العربي ،وهذا الأمر ساهم في تغيير تلك الوجهات لدى كثير من العائلات والتي لم تعد مطالبها تقتصرعلى الاستمتاع بالأماكن السياحية في بعض الدول التي ترغب في زيارتها وقضاء الإجازة فيها بل أصبح الوضع الأمني هو الهاجس الأول لتلك العوائل في ظل التهديدات الإرهابية . للأسف فإن الإرهاب اليوم استطاع أن يهدد هذا المجال فما إن تسمع تلك العوائل عن وجود اضطراب أو انفجار أو حادث في دولة ما إلا وتبادر بإلغاء رحلاتها لتلك الوجهات وتحويلها لوجهة أخرى أو إلغاء السفر لحين هدوء الأوضاع ، والحوار الذي يدور اليوم في بعض المنازل هو هل من الضروري أن تسافر العائلة للسياحة هذا العام في ظل هذه الأوضاع الأمنية ؟ وعلى الرغم من أننا نتمنى أن يسود الاستقرار والأمن والأمان كافة دول العالم إلا أننا نتمنى أن نجعل من كل تلك الأزمات والاضطرابات من حولنا فرصة لتوفير بيئة سياحية نموذجية محلية وأماكن ترفيهية نموذجية داخل وطننا وبين أهلنا ،فوطننا أكثر الأماكن أمناً وأماناً بالنسبة لنا من أي وجهة أخرى ، وأن يعاد جزء من إنفاق الرحلات السياحية المغادرة للخارج والمقدرة بنحو 96 مليار ريال خلال العام الماضي لتكون لداخل الوطن ، فمن المؤلم أن نجد البعض يصر على السفر ويراهن على سلامة وأمن عائلته ليتوجه للسياحة للخارج لأنه لم يجد مكاناً في وطنه مناسباً للسياحة . Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :