أطلال الماضي | عمار بوقس

  • 9/8/2015
  • 00:00
  • 35
  • 0
  • 0
news-picture

* مع سباعية تيمور الشرقية، صرخ البعض قائلاً عاد منتخب الماضي، عاد منتخب الأمجاد، عاد منتخب ماجد والهريفي والغشيان، عاد كبير آسيا وزعيمها، عاد الأخضر السعودي إلى سابق عهده. نعم تعوّدنا أن نسمع هذه الأحكام المتسرّعة التي تستبق الأحداث لترسم لنفسها العالم الذي تحلم به، فجعلت من الهولندي مارفيك بطلاً طال انتظاره، وكأنه ذلك المدرب الذي يملك عصا موسى، التي تصنع المعجزات، وتفعل الأفاعيل. المتأمّل لحال منتخبنا في الفترة الأخيرة يجد أن العلّة لا تكمن في جهاز فني، ولا جهاز إداري، فقد تغيّر هذا وذاك، ولم يعد لنا منتخب 94، ولا حتى منتخب 2007، لكن العلّة الحقيقية تكمن في جمهور رياضي، لم يستطع أن يتقبّل حقيقة أن الرياضة تتطوّر، ولا مكان فيها لمن اعتمد على اسمه، وتاريخه. الحل الوحيد لعودة أخضرنا الضائع -من وجهة نظري- يتلخّص في أننا أمام واقع لابد أن نتقبّله، وهو أننا لم نعد زعماء آسيا، ولا حتى إحدى القوى الرياضية فيها، وإنما نحن منتخب صاعد يشق طريقه للعودة إلى الكبار ليكون واحدًا منهم، بعد أن غادرهم منذ زمن ليس بالقصير. نعم لابد أن نفرح بسباعية تيمور الشرقية، ليس لأننا انتصرنا بالسبعة، ولكن لأننا انتصرنا فقط على منتخب يكاد يكون منافسًا لنا، رغم فارق الإمكانيات الفردية والعناصرية، وتلك هي الحقيقة التي سيرفضها الكثيرون ممّن ما زال مصرًّا على أن الأخضر سيد آسيا. * إعلامنا الرياضي لابد أن تكون له وقفة مغايرة هذه المرة، فكفاه عبثًا وتضليلاً للمشجع الرياضي الذي تشبّع بإعلام يزرع في عقله الباطن في كل لحظة أن منتخبه لابد أن يكون في قائمة المشاركين في نهائيات كأس العالم، وإلاّ فليرحل المدرب، وليرحل رئيس الاتحاد، وذلك فقط لأن إعلامنا المصون يعيش كذبة صدّقها، ويريدنا أن نعيشها معه. * أخيرًا لابد أن نتخلّص من مرض الجحفلة، وغيره من الأمراض المستعصية، التي جعلت منتخبنا في المرتبة الثانية بعد الأندية التي يناضل عنها صحف وكتّاب جعلوها همّهم الأول والأخير، بعيدًا عن مصلحة المنتخب الذي يرونه جزءًا من أطلال الماضي. ammarbogis@gmail.com

مشاركة :