أضاحي الموسم | عمار بوقس

  • 9/29/2015
  • 00:00
  • 31
  • 0
  • 0
news-picture

لأننا لا نؤمن أن العمل البشري لا يمكن أن يصل إلى درجة الكمال، فنحن لا نتقبَّل احتمالية النجاح والإخفاق، ولأننا لا نتقبَّل ذلك، فنحن دائمًا ما نبحث عن شماعة نُعلِّق عليها أخطاءنا، لأننا بالطبع لا يمكن أن نُخطئ وحاشانا ذلك. الحال نفسه ينطبق على كرة القدم، فالخسارة مرفوضة في قاموسنا، ولا يمكن أن نتقبّلها، لذلك لابد أن نبحث عن تلك الشماعة، وبما أننا نعيش أيام العيد -أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات- دعونا نُسمِّيها الأضحية المسكينة، التي تدفع ثمن أخطاء اللاعبين أو الجهاز الإداري، وبالطبع يكون المدرب هو الأضحية الأسهل في هذه الحالة. مقصلة المدربين ومشنقتهم... وغيرها من الألقاب المرعبة التي اكتسبها دورينا جراء هذه الثقافة، حتى أصبحت سمعته تسبقه بين المدربين الذين رأوا في دول الجوار ملاذا آمنا لمستقبلهم الوظيفي؛ في ظل الرؤوس التي تتطاير أمام أعينهم هنا وهناك. الأضحية الأولى هذا الموسم كانت في الرائد، مع مدربه الجزائري عبدالقادر العمراني الذي ودّع باكرا، وبقية الأضاحي ستتبعه قريبًا ، لأننا باختصار نعيش احترافا مُزيّفا اختزلناه في عقود خيالية تفوق ميزانيات دول نامية. الأضاحي ستستمر والدماء لن تتوقَّف طالما أن رؤساء أنديتنا ولاعبينا معصومون من الخطأ، وستظل كُرتنا السعودية تُراوح مكانها لأننا أغفلنا إحدى أهم قواعد الاحتراف المعاصر، وهي الاستقرار الفني على المدى البعيد، لبناء أجيال تعي تماما المفهوم الحقيقي للاحتراف. تُرى هل تصدق توقعاتي ويكون سكين النصراويين سريعا على داسيلفا، أم أن صوت العقل والمنطق سيغلب هذه المرة في البيت النصراوي؟! لكنني أعتقد أن لقاءهم القادم أمام الأهلي كفيل بالإجابة على هذا السؤال. جروس السويسري، دونيس اليوناني، جوميز البرتغالي، لا أعتقد أن أحد هؤلاء الثلاثة سيكون من أضاحي الموسم، لكنني استثني اليوناني دونيس، في حال فقد الهلاليون حلمهم الآسيوي، ويبدو ذلك ممكنا وسط التفاؤل الهلالي المُفرط بتجاوز الأهلي الإماراتي، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: متى وأين ستُذبح الأضحية التالية من أضاحي الموسم؟!. ammarbogis@gmail.com

مشاركة :