في السنوات الأخيرة، وبعد قصص القتل المتفرقة، والشروع في الجريمة من عدة خادمات إثيوبيات، وبعد التجمّعات الاعتراضية الإثيوبية مؤخرًا، بالمنفوحة بالرياض، وشارع الستين بجدة، وما خلّفت من اعتداءات، أصبح هاجس المواطن الرهبة والخوف من تلك الجالية، ربما ليس منهم شخصيًّا، فهناك بالتأكيد شخصيات هادئة، ومسالمة، وأمينة، لكن تواتر القصص يجعل هناك وهمًا مكبوتًا من عموم عمالة هذه الجالية. وقد تمكّن رجال الأمن من ضبط 60 ألف مخالف في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، تم تسليمهم في دور توقيف إدارة الوافدين، التابعة للمديرية العامة للسجون، وتم ترحيل 30 ألفًا من المخالفين برًّا وجوًّا، واستمرّت إدارة الوافدين في أداء مهامّها المطلوبة منها، خلال هذه الفترة، في استقبال المخالفين رجالاً ونساءً وأطفالاً، وقد جهزت لهم كل الإمكانات البشرية والمادية المتمثلة في الإعاشة اليومية التي يحظى بها الموقوفون منذ دخولهم دور التوقيف. والشيء بالشيء يذكر، كشفت الخطوط السعودية عن تسيير 21 رحلة منذ بداية الترحيل، لنقل المخالفين الإثيوبيين، الذين تم إنهاء إجراءاتهم منذ بدء الحملة التصحيحية للعمالة المخالفة، وذلك عبر 13 رحلة من مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، و8 رحلات أخرى من مطار الملك خالد الدولي في الرياض. في ظل هذه الأخبار السعيدة، والتي تسبب انفراجًا في الهاجس التراكمي من الإثيوبيين، ظهرت عدّة مفارقات، تؤكد ذلك الهاجس لدى السعوديين، فقد تعرض رجال الأمن المنتدبين من الأدلة الجنائية لهجوم من قبل الإثيوبيين الموجودين داخل مقر الإيواء بالمبنى القديم لجامعة نورة بالرياض، والذين يصل عددهم لبضعة آلاف، ممّا حدا برجال الأمن الخروج من فتحة المكيف الخاصة ببركس التصوير، ممّا أدّى إلى تعرّضهم لإصابات متفرّقة جرّاء محاولتهم السيطرة على الإثيوبيين في بادئ الأمر، إضافة إلى خروجهم من فتحة المكيف الخاصة بالبركس، والذي ألحق بهم عدة جروح وخدوش. سلامات لرجال الأمن البواسل الذين يُضحّون كثيرًا من أجل الوطن. بقية للحوار: يحكي التاريخ قصص رهبة وخوف من جنسيات معيّنة، كما حصل من رعب المغول في بغداد، ومع الفارق، يظل الترحيل الحالي للإثيوبيين المخالفين متنفسًا لهاجسٍ وهميٍّ تراكميٍّ لدى المواطن السعودي. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain