الحَديثُ عَن السّعَادةِ؛ مِن المُستحبّاتِ التي تَنشرُ السّرورَ، في قلُوبِ السيّداتِ والسَّادَةِ؛ لِذَا يَطيبُ لهَذه اليَوميّات، أنْ تَحْتَفلَ مَع القُرّاءِ الكِرَامِ، والقَارِئاتِ الكَريمَاتِ، بالمَزيدِ مِن مَفاهيمِ السّعَادَةِ: (الأحد) البَحْث عَن السّعَادة قَد يَحول -أحيَانًا- بَيننَا وبَينهَا، فهي قَد تَكون قَريبة إلينَا، ونَحنُ نَبتعد عَنهَا كُلَّما اجتَهدنا في البَحث عَنها، وقَد أشَار إلَى ذَلك أُستَاذنا القَدير «د.إبراهيم الفقي» -يرحمه الله- حِين قَال: (إذَا لَم تَكُن سَعيدًا دَاخليًّا، لَن تَكون سَعيدًا خَارجيًّا، وإنْ لَم تَكُن سَعيدًا كَمَا أَنْتَ الآن، لَن تَكون سَعيدًا عِندَما تُصبح مَا تُريد، وإنْ لَم تَكُن سَعيدًا بِمَا عِندَك الآن، لَن تَكون سَعيدًا عِندَما تَحصل عَلى مَا تُريد، وإنْ لَم تَكُن سَعيدًا بحيَاتك الآن، فلَن تَكون سَعيدًا بأي حيَاة)..! (الاثنين) بَين مَا تَأخذ ومَا تُعطي فَارقٌ كَبيرٌ، فالأَخْذ يُشير إلَى الأنَانية، بينمَا العَطَاء يَجعل السّعَادَة تَتغلغَل بدَاخلك، كَمَا يَتغَلْغَل النّهر في جَوف البَحر، وقَد قَال الفَيلسوف «غَاندي»: (تَتوقَّف السّعَادَة عَلى مَا تَستطيع إعطَاءه، لَا عَلى مَا تَستطيع الحصول عَليه)..! (الثلاثاء) قِيل الكَثير عَن السّعَادَة، وسيُقال الأكثَر، وكَثرة تَعريفات السّعَادَة؛ قَد تُلهم البَعض إلَى إصدَار حُكم حَول هَذه التَّعريفَات، وهَذا مَا حَصَل مَع شَيخي وأُستَاذي في الجَامِعَة «د.عبدالكريم بكّار»، حِين قَال: (الأقوَال التي قِيلت عَن السّعَادَة، كُلّها صَحيحَة، إذَا قُلنا أنَّها تُفسّر بَعض أسبَاب أو مُقوّمات السّعَادَة.. وهي جَميعًا في الوَقت نَفسه خَاطِئَة، إذَا قُلنا أنَّها تُفسِّر السّعَادة عَلى نَحو كَامِل)..! (الأربعاء) كَثيرٌ مِن الفَلَاسِفَة يَربط السّعَادَة بمَدَى رِضَا المَرء عَن عَمله، ومِن أُولئك الفَلَاسفة «د.جيمس باري»، حَيثُ يَقول: (إنَّ سِرّ السّعَادَة لَيس في أنْ يَعمل المَرء مَا يُحب، بَل في أنْ يُحب مَا يَنبغي أنْ يَعمَل)..! (الخميس) السّعَادَة لَها عَناصر كَثيرة مِن الصَّعب حَصرها، ولَكن أُستَاذنا «المنفلوطي» صَاغَها بعبَارة سَلِسَة، يَستطيع أنْ يَحفظها كُلّ وَاحد مِنَّا، حِين قَال: (حَسْبُك مِن السّعَادَة ضَميرٌ نَقيٌّ، ونَفسٌ هَادِئةٌ، وقَلبٌ شَريفٌ)..! (الجمعة) لَا يَكفي أنْ تَبْحَث عَن السّعَادَة، بَل يَجب أن تُهيِّئ لَها مَطرحًا، وتَفرش لَها بُساطًا، وتَترُك البَاب مُواربًا لدخُولها، بمَعنَى أنْ تَجتَهد في إعدَاد المَرَاسم لاستقبَالها، وفي ذَلك يَقول أحد الحُكَمَاء: (أنتَ لَا تَحتاج إلَى البَحث عَن السّعَادة، فهي ستَأتيك، حِينَما تَكون قَد هيّأت لَها مَوقع إقَامَتها في قَلبك)..! (السبت) عَلَاقة المَال بالسّعَادة، عَلَاقة عَويصة، لَن أَتفلسَف وأَشْرَحها، بَل سأُعطي المَجَال لأُستَاذنا الكَبير «د.إبراهيم الفقي»، ليَقول عَنْهَا هَذه العِبَارة: (7% مِن همُومِنَا التي تَحْول دُون سَعَادتنا سَببها الأوّل والرَّئيس هو المَال، ولَيست زيَادة المَال جوَابًا للسّعَادة لَدَى مُعظم النَّاس في الحقيقَة، وزيَادة المَال يَنتج عَنه زيَادة الإنفَاق، والصِّرَاع والهمُوم، والسَّبَب في الهمُوم لَيس في المَال، بَل في عَدم وجُود خطّة لإنفَاق المَال)..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :