عزيزي القارئ .. نتحدث في هذا المقال عن قضية وجود الله تعالى ..لقد لفت الحق سبحانه وتعالى أنظار وعقول العباد إلى الآيات الكونية الدالة على وجوده عز وجل ووحدانيته وطلاقة قدرته وبديع صنعه وتفرده بالخلق سبحانه وتعالى وذلك من خلال آيات كثيرة من كتابه الكريم ودعاهم سبحانه إلى التأمل والتفكر والتدبر فيها لكي يهتدوا بها إلى وجوده ووحدانيته سبحانه منها قوله تعالى.."إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعدوا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار"..هذا ولا شك أن كل كائن موجود في هذا العالم هو دليل في حد ذاته على وجود واجده وخالقه، فما من موجود إلا وله واجد وما من صنعة إلا ولها صانع إذ أنه ليس هناك موجود بذاته إلا الله وحده .. هذا والله تعالى أعلن في قرآنه أنه هو الخالق وهو الواجد وهو المتفرد بالخلق والإيجاد وهو صاحب النعم والإمداد وهو القائم على ملكه والمتصرف فيه والمدير له والمهيمن عليه وأنه تعالى رب العالمين الذي لا ضد له ولا شبيه له ولا ند له ولا شريك معه سبحانه وتعالى. وهو سبحانه المتصرف في الكون والفعال فيه ولا حركة لمتحرك ولا سكنة لساكن إلا به سبحانه بحوله وقدرته ومن الأدلة على ذلك قوله عز وجل .."لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون" .. والله تعالى الذي أعلن ربوبيته على الكون وما فيه وأن له الخلق والأمر وبيده سبحانه الإحياء والإماته ولم ولن يظهر من ينازعه ولم يظهر ولن يظهر من يدعي أنه هو الخالق والواجد او أنه شريك معه سبحانه .. إذًا الفطرة السليمة والعقل الرشيد يسلم بأن الله تعالى هو الخالق والواجد والذي لا شريك له ..هذا وللعارفين بالله أصحاب الفطرة السليمة والقلوب الطاهرة النقية المستنيرة بنور الله رؤية خاصة في قضية الاستدلال على وجود الله تعالى فيها لغة التعجب ممن يطلبون الدليل على وجوده سبحانه وتعالى ..يقول أحدهم متعجبا ممن يبحثون عن الأدلة على وجود الله تعالى وهو يناجيه سبحانه .. إلهي وسيدي ومولاي ..كيف يستدل عليك سبحانك بما هو في وجوده مفتقر إليك..أيكون لغيرك سبحانك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك..ومتى غبت جل جلالك حتى نحتاج إلى دليل يدل عليك..ومتى بعدت حتى تكون الآثار .(أي العوالم الكونية )..هي التي توصل إليك..إلهي ..عميت عين لا تراك عليها رقيبا.. وخسرت صفقة عبد لم يجعل من حبك له نصيبا .. هذا والله تعالى موجود بذاته فهو الأول بلا إبتداء والآخر بلا انتهاء . وهو تعالى الذي له في كل شيء آية دلت على أنه الواحد ..فسبحان الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
مشاركة :