معرض جدة للكتاب وصداع المقر | محسن علي السُّهيمي

  • 9/16/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بقدر ما كانت فرحة مثقفِي ومثقفات الوطن كبيرة باعتماد معرِض جدة الدولي للكتاب، وبعثه بعد طول سبات، كانت هناك حالة مضادة من الكدر ممثَّلة في عدم وجود (المقر المناسب) الذي يستوعب المعرِضَ وفعالياته. معرض جدة الدولي للكتاب خلال السنوات الخوالي التي أُقيم فيها لم يستقر به المقام في مكانٍ واحد، واليوم تتجدد نغمة الترحال حينما أعلنت اللجنة المنظمة عن إقامته في (مبنى الحجاج - الصالة الغربية) بمطار الملك عبدالعزيز، ثم أعلنت قبل أسبوع عن إقامته في (منطقة الفعاليات بأُبْحُر الجنوبية). المقر يُعدُّ العتبة الأولى في نجاح أي فعالية مهما صَغُر حجمها، فضلاً عن أن تكون دولية، ولذا فإن منطقة الفعاليات بأبحر الجنوبية مهما كانت مغريات بحرها قد لا تكون المكان المناسب لإقامة هذه الفعالية الكبرى التي تتطلب مقرًّا مجهزًا بأحدث الوسائل، ملائمًا من حيث المساحة والإمكانات والتقنيات والمرافق الملحقة به، ومحاولة إحياء منطقة الفعاليات بنصب الخيام أو غيرها -مهما كانت جودتها واتّساعها- أمر لا يتلاءم مع فعالية كبرى تجتمع فيها ثقافات مختلفة، وتتطلّب أن يكون المقر المُعد لها بحجم وقيمة الفعالية. المقر يُعدُّ وسيلة جذب فاعلة لدور النشر والمكتبات والزوّار على حدٍّ سواء، وإن قيل إن الهدف هو الكتاب لا الوعاء الحاضن له، فهذا القول يمكن القبول به في الدول ذات الإمكانات البسيطة، أمّا أن يكون في بلادنا ذات الإمكانات والقدرات الكبيرة فلا موقع لهذا القول إطلاقًا. وفي حال تجهيز الخيام أو غيرها في منطقة الفعاليات بأبحر الجنوبية؛ فإنها ستحتاج للمرافق الأخرى الضرورية، كقاعة المؤتمرات، والمركز الإعلامي، والبوابات الحديثة لتنظيم عمليتَي الدخول والخروج، وستحتاج أيضًا لخدمة البريد السعودي، والمطاعم، والبوفيهات، ودورات المياه الكافية، وغيرها من الاحتياجات الضرورية لزوّار المعرض، التي يحتاج توفيرها مالاً وجهدًا ووقتًا، والمعرضُ في أمسِّ الحاجة لها. كما أن المعرض يُصْحَب -في العادة- ببرنامج ثقافي تتم أغلب فعالياته في المقر نفسه، وهذا ما لا تستطيع الخيام وغيرها الوفاءَ به. أمران آخران جديران بالملاحظة هما غياب بعض الرموز المُثقَّفة والنادي الأدبي في مدينة جدة عن اللجنة المُشكّلة لهذا المعرض، وغياب رقم المعرض والشعار المقترح والتاريخ الهجري عن لوحة الشعار. لذا فالأمل معقود على رئيس اللجنة العُليا للمعرض صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد للنظر في مقر المعرض، وإشراك الرموز الثقافية الفاعلة والمؤسسات الثقافية في الإعداد لهذه التظاهرة الثقافية الكبرى، مع بالغ التقدير لجهد القائمين بأمرها. ويبقى السؤال: ألا يمكن أن تتولّى وزارة الثقافة والإعلام تنظيم معرض جدة؟ ثم أليس بإمكان الغرفة التجارية الصناعية بجدة أو أمانة جدة إنشاء مركز عالمي للمؤتمرات والمعارض؛ يستوعب المعارض والمؤتمرات التي تغص بها جدة؟!. Mashr-26@hotmail.com Mashr-26@hotmail.com

مشاركة :