هويدا دويدار تكتب: حديث على ضفاف النهر (2)

  • 4/2/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وكأننا نعيش فى مدينة خالية من البشر لا يوجد بها سوانا وقد أطلت النظر وتجولت بين قسمات هذا الوجه ربما أجدنى أو ربما أسرق منها لحظاتى السالفة التى بخلت السنون بها فربما أستعيدها لترسو بى على   على شواطئها. وفى لحظة غير محسوبة أشحت بوجهى إلى ضفة النهر الأخرى متمنية ألا يرى حيرتى ورغبتى فى الهروب من جديد كأننى ذاك الكائن المتمرد فقد آثرت دائما أن أكون فى ذلك المكان الآمن بعيدا عن هذا الدخيل الذى إحتل مساحتى الآمنة برغبتى. فربما هو الخوف من إطلاق العنان والتحرر من أسر الواقع،  وربما وجدنا السعادة فى إنعكاس صورنا فى قلب الآخر أو ربما أشبع النفس غرورا  أو ربما قد أعلنت خسارتى فقد فاقت هزائمى طاقتى حتى أنهكتنى فربما هو التسليم،  لأطيل السمع لتلك النبرات التى طالما أسرتنى لأدعو ألا تصمت يوما. وظللنا نتبارى وكأننا فى نزال نطلق سهامنا ليشهد كل منا براعة الأخر فى دقة المقاصد،  حتى أنسنا بالصحبة فتحركت تلك الأوتار المشدودة على أوتاد قلوبنا فأخرجت أعزب ألحان تطرب لها المسامع بمعزوفة قد ملأت تلك المشاعر الفارغة فأحيت فيها الهوى، وقد صرنا نشكو من ظلمه وصار الليل بأنجمه هو الأنس والصحبة وملاذ الشاكى وقد أضحى الهوى  بيننا هو الحُكْمُ والحَكَمُ. فما أطول الليل إذا أغمضت العيون وأنارت شموع الفكر بين عتمته ،  فأيقنت أن خلف أضلعى قلب تسكنه وحدك تخضع له أنوثتى  (فهى قصة لست أدرى ما أسميها .ألا يجب أن من بدأ القصة ينهيها أو أن من فتح الأبواب يغلقها.فهل ستتركنى أرفع مرساتى وألقيها .يا رجلا مازال يقتل أحلامى ويحييها )  (نزار قبانى) فمن منا يستطيع أن يميز بين الوهم والمنطق !

مشاركة :