الله يرقأ جراحاتك يا مكة | سامي سعيد حبيب

  • 9/19/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الحمد لله الذي لا يقدّر شرًا محضًا، فكما جاء في الحديث الشريف (والشر ليس إليك)، فله الحكمة البالغة في تقدير مجريات الأمور وتعاقب طوارق الليل وحوادث النهار في كل مكان وزمان، وإنا لله وإنا إليه راجعون في فجيعتنا جميعًا والمتمثلة في سقوط الرافعة على أجزاء من الحرم المكي. فقد حزنت قلوب المسلمين وذرفت أعينهم لمنظر سقوط الرافعة العملاقة عصر الجمعة قبل الماضي على أجزاء من المسعى والمطاف بالبيت العتيق، وأدمى قلوب المؤمنين منظر حجاج بيت الله الحرام وهم صرعى ومصابون، حيث كانت حصيلة هذا الحادث الأليم (111) شهيدًا و(331) مصابًا. لذا كان يومًا حزينًا لم يعرف تاريخ مكة المكرمة له مثيلًا. وعلى الفور قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ضمن تحركات عدّة للتفاعل الإيجابي السريع مع المصاب بزيارة موقع الحادث الأليم، وكان في معيته سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف ، وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وسمو الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة، والعديد من الخبراء والمتخصصين في أعمال المقاولات والسلامة للتعرف عن كثب على أهم أسباب وقوع الحادث، وقد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- بتشكيل لجنة وطنية يرأسها سمو أمير منطقة مكة المكرمة لتُنصف الضحايا وتتعرّف على الأسباب خلال أيامٍ معدودات. كما قام الملك سلمان بن عبدالعزيز في لفتة إنسانية رحيمة بزيارة الجرحى والمصابين من الحجاج والمواطنين في مستشفيات مكة المكرمة. وقد نشرت اللجنة ما رأته من أسباب وقوع الحادث. والدروس المستفادة من حادثة سقوط الرافعة على الحرم المكي الشريف كثيرة، ربما يكون من أهمها: إعادة النظر في ترتيبات السلامة في منطقة ما حول الحرم المكتظة بالفنادق والأبراج السكنية، وبحث إمكانية إخلائها من النزلاء في وقت قصير لو تعرضت -لا سمح الله- لكوارث مثل الحرائق، وكم سيستغرق هذا الإخلاء من الوقت طبقًا لتمرينات تشبيهية واقعية، لكي لا يتسبب ذلك في كارثة عظمى، ربما -لا قدر الله- تجعل من حادثة سقوط الرافعة نزهة. نسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبّل شهداء هذا الحادث الأليم بقبولٍ حسن، ويلهم آلهم وذويهم الصبر والسلوان، ويشفي المصابين، ويحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء. فالله خيرٌ حافظًا.. وهو أرحم الراحمين.

مشاركة :