وما النصر إلا من عند الله | سامي سعيد حبيب

  • 4/4/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أسبوع ونيف مضى على بدء الحملة العسكرية "عاصفة الحزم" التي حانت ساعتها ليلة الخميس قبل الماضي وتشنها قوات التحالف العشري بقيادة المملكة العربية السعودية ضد ميليشيات الحوثي وأنصار الرئيس اليمني المخلوع على عبدالله صالح المدججة بكل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة؛ من الرشاش والمدفعية إلى المقاتلات ومضادات الطائرات وحتى الصواريخ البالستية، وما أدراك ما تحمله من رؤوس حربية مدمرة، تستطيع أن تستهدف بها دول الجوار. وإضافة إلى أن الحوثيين بغاة معتدين فهم يقاتلون نيابة عن غيرهم في حربٍ خاسرة فيصدق عليهم الوصف: كمن باع دينه بدنيا غيره، فحربهم تقع ضمن دائرة الأطماع والمخططات الإيرانية الصفوية التي قادها غرورها وأحقادها التاريخية إلى التمدد والانتشار بالمنطقة العربية كما في العراق وسوريا ولبنان فاستمرأت الأمر، وأخذ أذنابها من العرب المخدوعين يتبجحون بأنهم قد استولوا على ثلاث عواصم عربية (بغداد، دمشق، بيروت) والرابعة في الطريق، وكشفوا عن نواياهم السيئة في الاستيلاء على الحرمين الشريفين وتشييع أهل الجزيرة العربية قسراً، كما حاول أسلافهم القرامطة في القرن الرابع الهجري، وبالتحديد في سنة 317هـ هاجموا مكة المكرمة في موسم الحج، وأعملوا السيوف في رقاب الحجاج، واستحلوا حرمة البيت الحرام، فخلعوا باب الكعبة، وسلبوا كسوتها الشريفة، واقتلعوا الحجر الأسود من مكانه، و أخذوه معهم للبحرين التاريخية. الإعداد الحسن للعدو الذي قامت به قيادة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، ووصفه سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل: (نحن لسنا دعاة حرب ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها) يأتي ثانياً، ويأتي أولاً التوكل على الله وطلب النصر منه تعالى، سببا النصر والتمكين، فما النصر إلا من عند الله، وهو ديدن قيادتنا الحكيمة من لدن المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحتى اليوم. والمملكة العربية السعودية ليست في حرب مع الشعب اليمني الشقيق، فالمكوّن الحوثي الذي غيّر وبدّل من حال المسالمة إلى العدوانية، ومن حسن الجوار إلى تأجيج الفتن، وتهديد المملكة، وإجراء المناورات العسكرية على حدودها، لا يزيد عن 4% من الشعب اليمني الشقيق. فهذه الحرب في صميمها حرب إصلاح لا حرب إفساد، نسأل الله أن تُحسم لصالح أهل اليمن أولاً وقبل كل شيء، وأن تكون بداية مشروع تضامن عربي إسلامي، فيه الرفعة والتمكين في الأرض لخير أمة أخرجت للناس.

مشاركة :