تخريب بيوت الله لن يمنع هزيمة الطائفيين | سامي سعيد حبيب

  • 8/8/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قال تعالى ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ، أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين ، لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) ،هذا حكم الله تعالى في هذه الفئة المتطرفة المنحرفة عن الفهم الصحيح من التخريبيين الذين يسعون في الأرض فساداً دون أي اعتبار لحرمة الدم المسلم أو للأخلاق الإسلامية التي أوصانا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الالتزام بها في القتال ، هؤلاء لا يرقبون في مسلم إلاً ولا ذمة حتى لو كان إفسادهم في الأرض يصل بهم إلى دركات تخريب بيوت الله بقتل وصد المصلين فيها وبتدمير بنيانها وتفجيع من يؤمها . عاشت بلادنا فجيعة كبرى يوم الخميس الماضي 21 شوال 1436 هـ حيث تناقلت وكالات الأنباء والفضائيات العربية التي نقلت بعض ذلك العمل الإرهابي الشنيع لشدة مناظره على قلوب المواطنين ناهيك عن الأقربين وأن إجرامياً قد فجر نفسه بمسجد لقوات الطوارئ بالقرب من مدينة أبها فقتل منهم 15 شهيداً ( نحسبهم عند الله كذلك ) وتسبب في إصابة العشرات من الجرحى شافاهم الله. وأما عن أسباب اقتراف هذا الدنيء فالاحتمالات كثيرة ومتعددة نرجح من بينها : أنه محاولة يائسة لزعزعة أمن واستقرار المملكة بعد أن بدا جلياً أن تطورات حرب التحالف العربي بقيادة المملكة ضد المنقلبين على الشرعية باليمن من المتمردين الحوثيين وحلفائهم من بقايا الجيش اليمني السابق الموالين للرئيس المخلوع ومن ورائه التحالف الإقليمي الطائفي الذي تتولى كبره إيران الصفوية ، تطورات إيجابية كبرى ، مما قوى شوكة المقاومة الأرضية اليمنية فاستعادت المقاومة في ظرف أيام قلائل كلاً من عدن والقاعدة العسكرية العند وإب ،وكثير من مواقع جنوب اليمن وتعز على وشك التحرير من الحوثيين وبات سقوط العاصمة صنعاء بيد المقاومة المدعومة بالحملات الجوية والأسلحة و العربات القتالية والدبابات التي زودها بها التحالف العربي بعد أن كان شانئو المملكة والمتحاملون عليها قد راهنوا على أن هذه الحرب ستؤول إلى مستنقع تتورط فيه السعودية لآماد متطاولة كما تورطت القوة العالمية الكبرى أمريكا في مستنقع فيتنام لعقد من الزمان في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي . ذلك الوهم ( التشابة بين حرب اليمن وحرب فيتنام ) يمكن تصنيفه في عالم الواقع ضمن إطار التفكير بالتمني ( wishful thinking )، فالسعودية لم تكن المبادرة بالتنادي للحرب ولم تكن يوماً تبحث عن المشاكل أوالتدخل في شؤون الغير ، وهي التي تبنت حملة عودة الأمل لجيرانها في البلد الشقيق وهي التي نادت بالهدنة الإنسانية تلو الهدنة وهي التي توصل مع أشقائها المساعدة تلو المساعدة لتخفيف آثار الحرب على المواطن العادي في اليمن وهي التي تعد بإعادة الإعمار بعد الحرب. يجب أن نجمع بين الاستبشار والحذر الشديد من الذين يحاولون تقليص حقيقة ما يجري من انتصارات على أرض اليمن ، لقد مكنّ الله للسعودية وحلفها العربي على الحوثيين وأنصارهم ولن يفسد هذا النصر الأعمال الإرهابية أو التفجير في المساجد ، رحم الله شهداءنا وشفى جرحانا وأطفأ الله هذه الفتنة عن قريب.

مشاركة :