تخيلوا – يا صحبتي يا سماري – أن مسرحنا بلا مسرح، تخيلوا أننا نقدم عروضنا المسرحية لأنفسنا، تخيلوا بأننا بلا مظلة شرعية حقيقية، تخيلوا – يا أحبة – أن كل الجهات التي أشرفت على المسرح هي عبارة عن جهات لا تفهم من المسرح إلا «تكفون نبغى عروض تضحكنا». تخيلوا يا معاشر الصالحين بأن الجهات التي تشرف على المسرح حاليًا تطبق مقولة «لا كرامة لنبي في وطنه» لهذا نحن نعتمد على العروض المسرحية الجاهزة والمُعلبة والقادمة من خارج أسوار الوطن لنجعلها «آية للناس»، ونقول للمجتمع «المستهلك»: هذا هو المسرح وعلى المتضرر «الانتقال للسينما». على سيرة السينما، الوزارة في هيكلتها الجديدة وضعت إدارة خاصة بالسينما وبالتحديد «أرشيف السينما» على أساس «انو فيه عنّا سينما أصلا». فالحمدلله من قبل ومن بعد، من الذكاء أن نحضر الأرشيف ثم ننطلق لنحضر السينما، وكأني بصوت إسماعيل ياسين يجيء من أقصى المدينة «اثنين عميان، وواحد ما بيشوفشي». فالسينما لم يكن لها إلا «معين واحد» وهو جمعية الثقافة والفنون بالدمام برعاية المبدع والصديق والشاعر أحمد الملا، والذي يعد الآن المسؤول رقم 1 عن السينما السعودية، وبالتحديد «عن أرشيف السينما». أأما المستضعفين من المسرحيين الذين كان لهم العديد من المهرجانات، بل وساهموا في نقل صورة مشرفة عن هذا الوطن، اكتفت «الوزارة» بوضع «فرقة مسرحية وطنية» لا يوجد أي مسرحي سعودي يعرف كيف ستتحرك في اتجاهات العطاء الثقافي. ما علينا «أصلا وزارة الثقافة جديدة» ونحن لدينا مسرحيون يشاركون في المهرجانات الخارجية، ولدينا أرشيف لدى شيخنا «علي السعيد» المسرحي المتحرك في كل اتجاهات العطاء الحقيقي. ومع هذا لم تؤسس وزارة الثقافة جهازًا حقيقيًّا يُعنى بالمسرح، أشعر بالأسف تجاه المسرحيين السعوديين، الذين يحاولون إقناع أنفسهم بأن لهم أهمية في هذه الأرض، فلا داع لوجودنا طالما أن «وزارتنا» التي يفترض أن تمدنا بالحياة هي أول سهم ينطلق ليصيب جسد المسرح بالوهن. يعتمد المسرحيون السعوديون على جمعية الثقافة والفنون، وبالمناسبة الجمعية تكتفي بعدد قليل من الموظفين في الفروع، وبقاء المكافأة كما هي، مدير الفرع – بجلالة قدره – يتقاضى 2000 ريال. وحتى يقدم مدير الفرع خطته فعليه ألا ينظر للميزانية المقررة للفرع، فعلى مدير الفرع أن يتحرك ويعمل كمندوب علاقات عامة لتأمين مصروفات الأنشطة، وعليه أن يتقدم بطلبه لكل الجهات والمؤسسات الخدمية الربحية ذات الصيت كـ«أرامكو، البنوك التجارية» ولا يمنع أن يصل للجمعيات الخيرية ليخاطبهم وهم بدورهم سيقدمون الدعم تحت بند «المسؤولية الاجتماعية». وسط هذا التجاهل كأنني أسمع صوتًا منهزمًا يقول: «فخار يكسر بعضه».
مشاركة :