العنوان يُلخص حقًا جميع ما كُتب وما سيُكتب، ماذا يحدُث حقًا خلف الكواليس؟ التسريبات الأخيرة للمكالمة الهاتفية بين السفير القطري في الصومال حسن هاشم والمدعو خليفة المهندي المعروف كرجل أعمال، في حين أنه بمعنى أصح رجل استخباراتي مُقرّب من أمير قطر، التي أثبتت تورط قطر – دولة دعم الإرهاب والتطرف الأولى – في تفجيرات مقديشو التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء. تنصُل واضح واعتراف خفي بين سطور البيان القطري حول الموضوع، حيث تجنّبت قطر الحديث عن دور السفير تمامًا إبراء لذمتها المائلة وربما حساسية الوضع، لكنها أعلنت البراء من «المهندي» رجل استخباراتها، هل يُشكل ذلك فرقًا؟. الحقيقة، لا أرى ذلك، لكنه يوضّح تمامًا سياسة قطر التخبُطيّة ومدى عمق الخلل العظيم داخل أروقة الحُكم، فضلًا عن دعمها المستمر للنزاعات والفوضى والإرهاب. شخصيًا، ما إن تقع عيناي على خبر تفجير أو نزاع أو فوضى في أي دولة في العالم، يتبادر لذهني فورًا دور «دولة النتوء» قطر في ذلك ومدى تورطها. هذه هي الصورة النمطية لقطر، التي تشكّلت في ذهني وذهن الكثيرين وليس لأسباب واهية، بل حقيقة واضحة لا تُغطى بغربال ولا حتى بتبرير «رخيص» من لولوة الخاطر، كما حصل في فضيحة الصاروخ الذي اتضح جليًا حيازة جماعة متطرفة له في إيطاليا، رغم أنه مازال تحت ملكية قطرية منذ عام 1994م، هل يعني ذلك تورط قطر في دعم الإرهاب والتطرف مُنذ أكثر من عقدين من الزمن؟. الأمر أكبر بكثير من أن يحتمل تبريرًا أو اعتذارًا، تجاوز كل خطوط الدبلوماسية وأصبح الوضع يتعلق بدماء أبرياء وفوضى دائمة تَخلُقها قطر في كل مكان تُقحم نفسها به. هُنا يتبادر السؤال الخطير: هل يُعقل أن يَمُر كل هذا دوليًا بسلام؟ هذا الهجوم الذي ظهرت أدلة تورط قطر به بفضل تسريبات، ما هو إلا جزء بسيط من جبل الجليد الخفي لتورط قطر في غيره، مر سريعًا إعلاميًا ولم يأخذ حقه في التصعيد، لماذا وكيف؟. هل يعني ذلك تسيُد قطر عبر أذرعتها الإعلامية وشراء الذمم الرخيصة للمشهد الإعلامي الذي تَستّر بكل مرونة على فضيحة مُدوّية كهذه وغيرها؟. الدور القطري في العمليات العبثية التي تقوم بها في الدول مُخيف وخطير ولابد من وقفة حازمة والتصدي له جديًا. فقطر وبكُل خُبث تدعم الحكومات علنًا ومن الجهة الأخرى في الخفاء تدعم الجماعات الإرهابية، ونحن نعلم جيدًا أن ذلك ليس جديدًا ولا مستجدًا على دولة نتوء كقطر التي تحكمها مجموعة تخبطية عبثية صبيانية. كان لقطر نفس الدور المُزدوج في اليمن وفي ليبيا… إلخ، فهل يُعقل أن يكون هذا العبث والسعي المُستميت لخلق عالم فوضوي برعاية قطر مقبولًا دوليًا؟. أخيرًا، السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا يستمر الصمت الدولي على كل هذه الانتهاكات والفضائح ودماء الأبرياء التي تُراق مرارًا بتمويل وربما تنفيذ قطري؟ وما دورنا البسيط كفاعلين جيدين في رفض ما يحصل؟.
مشاركة :