غزة 6 أبريل 2021 (شينخوا) وجدت الطفلة عايدة إمام من مدينة غزة في الالتحاق بأحد الأندية الرياضية التي تنشط في القطاع الساحلي الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة، فرصة للتغلب على روتين الحياة اليومي الذي تعيشه. وانضمت إمام (10 أعوام) إلى نادي (تشامبيونز) لتمارس رياضة الاسكواش التي تضرب فيها كرة مطاطية بمضرب فترتد عن حائط ما يلزمها جهدا ومهارة فائقة لصد الكرة المندفعة بقوة. وتقول الطفلة بينما تنهمك في ضرب الكرة بمضربها الخشبي لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن رياضة الاسكواش تعتمد بشكل أساسي على التركيز والسرعة والحركة ورد الفعل لتحقيق الأهداف، ما جذبها لممارستها. وتضيف إمام التي بدا عليها المعرفة السطحية باللعبة "في الماضي كنت أشاهد الاسكواش على التلفزيون أو الانترنت فقط واعتقدت أنها رياضة مخصصة للكبار". وتتابع الطفلة صغيرة السن لكنها تمتلك إمكانيات كبيرة في الرياضة "وجدت نفسي في ممارسة اللعبة وأشعر بالسعادة عندما ألعبها رغم صغر سني، وأتمنى إتقانها وصولا إلى تمثيل منتخب فلسطين في المحافل الدولية". وتشير إمام التي كانت تقضي ساعات طويلة في ممارسة الألعاب عبر الهاتف المحمول داخل البيت، إلى أن ذلك "أثر سلبا على ردة فعلي وتفكيري ما جعلني انطوائية معظم الوقت". ولم تكتف الطفلة التي كونت صداقات مع أقرانها، بممارسة الاسكواش والتحقت كذلك برياضات مختلفة مثل الجري ولعب التنس وكرة القدم. بدوره، يقضى الطفل رياض الأطرش (14 عاما)، ساعات طويلة أسبوعيا داخل النادي مع أصدقائه لممارسة لعبة كرة السلة آملا في التخلص من الطاقة السلبية. ويقول الأطرش بينما انتهى للتو من حصته التدريبية لـ ((شينخوا))، إن ممارسة الرياضة تساعد الشخص على التخلص من الطاقة السلبية التي يعاني منها بسبب الأوضاع الصعبة جراء انتشار فيروس كورونا. ويضيف الطفل الذي يحرص على وضع كمامة على وجهه "اضطررنا على مدار أسابيع ماضية، إلى البقاء في المنزل بسبب حالة الإغلاق للحد من انتشار الفيروس". ويشير إلى أن الإغلاق "ألقى بظلاله السلبية على الحالة النفسية بسبب التواجد المستمر في المنزل بدون خروج أو لقاء الأصدقاء كما جرت العادة". ورغم ذلك يقول الأطرش إن "الوضع الآن تغير، حتى لو تم فرض الإغلاق مرة أخرى يمكننا ممارسة التمارين الرياضية في المنازل". ويقول عمار العقاد المشرف الفني للأنشطة الرياضية في النادي لـ ((شينخوا))، إنه "ليس من السهل إعادة أطفال القطاع إلى حياتهم الطبيعية في ظل معاناتهم جراء الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 15 عاما وظروف اقتصادية وسياسية قاسية". ويتابع العقاد (35 عاما)، أن الأطفال "لديهم أحلامهم الخاصة ويبذلون قصارى جهدهم لتحقيقها"، لافتا إلى أن تدهور الأوضاع في القطاع أدى لتأثيرات سلوكية سلبية لدى بعض الأطفال. ويشير إلى أن البعض من الأطفال يتجه نحو "العنف أو قضاء المزيد من الوقت على الهواتف المحمولة، مما جعلهم ينسحبون وينعزلون عن الاختلاط بالمجتمع في عادة جديدة وغريبة عن عاداتنا وتقاليدنا". ويوضح أن النادي "تبنى برنامجا رياضيا في محاولة لإحداث ثغرة في هذا الأمر"، مشيرا إلى أن هذه الطريقة ساعدت في زيادة عدد الأطفال المنتسبين من 100 إلى 1300 منذ تأسيس النادي قبل 5 أعوام". ويؤكد العقاد أن "الأهالي باتوا أكثر مرونة تجاه الرياضة لما لها من فوائد عقلية وجسدية تنعكس بشكل مباشر في سلوك أطفالهم، مما يساعدهم على التطور بشكل طبيعي ليصبحوا قادرين على أن يكونوا أشخاصا ذوي قيمة في المجتمع". ووفقًا للبيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن ما يقرب من نصف سكان غزة هم من الأطفال، ويعيش معظمهم في ظروف محفوفة بالمخاطر. وحسب الجهاز، فإن 44.2 في المائة من سكان الأراضي الفلسطينية هم من الأطفال، بحيث تصل نسبتهم في الضفة الغربية إلى 42 في المائة و47.5 في المائة في قطاع غزة. ويرى أستاذ علم النفس في غزة درداح الشاعر، أن نسبة عالية من أطفال القطاع يعيشون في ظروف معيشية صعبة وهم الأكثر تضررا من تداعيات الوضع السياسي والاقتصادي وأزمة فيروس كورونا. ويقول الشاعر لـ ((شينخوا))، إن الأطفال عادة يستنزفون طاقاتهم من خلال اللعب والتفاعل الاجتماعي مع أقرانهم، وبالتالي فإن حرمانهم من ذلك سيكون له آثار سلبية على سلوكياتهم، وصولا إلى الانطواء والعنف. ويدعو الشاعر، الأهالي لتشجيع أبنائهم على ممارسة حقوقهم في اللعب والقراءة، معربا عن مخاوفه من أن يتدهور الوضع في القطاع ما يؤدي إلى جيل من الأطفال الضعفاء.
مشاركة :