مدح رَجُلٌ رَجُلاً عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويلك! قطعت عُنُقَ صاحبك -مرارًا- إذا كان أحدكم مادحًا صاحبه لا محالة فليقل: أحسب فلانا - والله حسيبه، ولا أُزكِّي على الله أحدًا - أحسبه كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك). فتزكية هذا صاحبه فيه تزكية لنفسه، يقول الله تعالي: (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى).. (النجم:32). *** وقد وقفتُ في مقالي الأسبوع الماضي بعنوان: «الصالحات والطالحات»! وقفة أمام هذا الهدي النبوي.. ومع تحريض أحد المعارضين- لمشاركة المرأة في الانتخابات البلدية- الناخبين على عدم اختيار من وصفهم بمن «لا يُؤمَن جانبُهنّ»، لأنَّهنَّ قد يتّخذن هذه العضوية ذريعة لإفساد النساء.. هكذا..! وزكَّى في المقابل ترشُح وانتخاب أخريات سمَّاهم «السعوديات الملتزمات الصالحات»..! *** ولا أختلف هنا مع رأي قارئ المدينة عاشق الابداع أبوالسعد/ مسعد مسيعيد الحبيشي بأنه «يجب أن يكون الذكر والأنثى ومن يمثلون المسؤولية الوطنية، والمسؤولية الاجتماعية هم ممن يُراعون حقوق الدين والمجتمع»... لكن هؤلاء يُحدِّدهم الناخبون من خلال صندوق الانتخابات. فللناخب عقل يُميّز به دون حاجة لمن يقوده أو يوجّهه.. وليس لأحد، مها كان أو بلغ من العلم والتقوى، أن يضع نفسه مكان الخالق ليُحدِّد الصالح والطالح من الناس!! *** إِنّ هذا الخُلق الفاسد ـ مع الأسف ـ من العادات الشائعة بين كثير من الشعوب والفئات والأشخاص، وقد أمرنا الله تعالى بعدم الحكم على الناس من خلال المظاهر الخارجية وفقط، بل لا بد من التثبت والتحقق.. لكنها الجهالة.. حتى ولو لبست ثوب العلم!! #نافذة: قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).. (الحجرات : 6). nafezah@yahoo.com
مشاركة :