كان أبرز التعليقات على مقالي (خارج التاريخ..!!) ليوم الخميس 24/03/2016 هو من قارئ المدينة الأستاذ عدنان منشي الذي تطرق إلى نقطة هامة، ربما لم يلحظها كثير من القراء، وهي أنها من المرات النادرة التى تحدثت فيها سلباً عن مصر، المكان الذى اخترت العيش فيه في السنوات الأخيرة، رغم أنها “غنية بالأحداث والرجال”. وقد وضع أصبعه على أحد أهم أسباب ابتعادي عن الكتابة السلبية عنها، حين قال «ولكن يبدو أن حساسية الموقف تجعل المرء يحجم عن الخوض فى متغيراتها». *** وأقول إن مصر تقع في مركز القلب والسمع والفؤاد عندي .. فقد تربيت فيها في مقتبل طفولتي، وعشت ودرست فيها، ثم خططت مُسبقاً للتقاعد في ربوعها. فالإنسان مجذوب إلى مكان نشأته قدر انجذابه لمكان ولادته. فالمكان ليس مجرد مساحة جغرافية نتحرك فيها، وإنما فراغ يتم تشكيله وتقسيمه بحسب ما لدى البشر الذين يعيشون فيه من تصورات وأفكار وفق التطور الذي بلغوه. *** وقد كنت في مصر في ثورتها الأخيرة وعشت الثورة ورافقت أبناءها في الحدث إلى درجة مخاطبة دول الخليج بأن تكون مصر في صلب تفكيرهم وضرورة دعمها مادياً ومعنوياً حتى تتجاوز التداعيات السلبية للثورة وتستعيد قوتها ومكانتها.. ولي عدد من المقالات حول هذا منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011. *** هذا كله لن يشفع لكاتب غير مصري، مهما كتب في حب مصر، أن ينتقد شأناً مصرياً، لذا أتجنب غالباً النقد وأعتمد عند تناول قضايا مصر قاعدة “قل خيراً أو اصمت”!! * نافذة: [إن شخصية الإقليم( المكان) كشخصية الفرد يمكن أن تنمو وأن تتطور وأن تتدهور جمال حمدان / شخصية مصر: دراسة في عبقرية المكان nafezah@yahoo.com