«لو» التي أُحب! | سالم بن أحمد سحاب

  • 9/20/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تُرى ماذا يُمكن أن تُشكِّل ثلاث دول إسلامية فقط؛ لو تكاملت وتضافرت ورسمت خارطة طريق واضحة للمستقبل، تراعي مصالح الدول الثلاث معًا؟ لنتأمّل اتحادًا اقتصاديًا وصناعيًا يشمل المملكة العربية السعودية وتركيا وإندونيسيا! من حيث عدد السكان، فإنه يزيد عن 340 مليون نسمة، أي أكثر من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، وأكثر من عدد مجموع سكان أكبر 5 دول أوروبية هي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأسبانيا وإيطاليا! صحيح أن مشوار التقدم الصناعي للنموذجين الأمريكي والأوروبي سابق ومتطور، لكنه غير بعيد عن اتحاد الدول الإسلامية الثلاث، ولو تضافرت الجهود ورُسمت الخطط ووُجدت الرغبات، فإن الفجوة ستُردم بأسرع مما يتوقعه المراقب والمتربص. والحق فإن كل مقومات نجاح هذا الاتحاد موجودة ومتاحة، حتى لو استغرقت من الزمن شيئًا غير يسير، فتلكم طبيعة الأشياء وسنة الحياة. ولو نجحت إندونيسيا في اتباع سياسة تصنيعية مشابهة لما عملته الصين طوال 3 عقود تقريبًا. فإن العائد عليها ضخم وهائل، وهو كذلك بالنسبة للمستثمرين فيها من عرب ومسلمين. ولعلّ من أقوى عوامل النجاح وفرة اليد العاملة الإندونيسية وحسن تأهيلها وانخفاض أجورها إلى درجة تنافس العمالة الصينية في الوقت الراهن. ولدى الأتراك مال وعمّال، فعمالتهم عالية التأهيل واقتصادهم قوي راسخ، وللصناعة منه جزء وافر. وفي بلاد الحرمين ولله الحمد مال كثير ومستثمرون نشطون وقيادة حكيمة واعية تنتهج سياسة متزنة رشيدة. ويزداد الخير خيرًا لو انضمت إلى هذا الاتحاد، دول تملك المال والرؤية والوعي مثل قطر، وأخرى تملك القدرة والخبرة مثل ماليزيا. إحدى مشكلات الأمة الأكثر سلبية على الواقع اليوم؛ أنه منذ اتفاقية سايكس بيكو، وأحوال دول العالم العربي والإسلامي أقرب إلى الفرقة منها إلى الاتحاد، بل تشتعل أحيانًا بين بعض دولها نزاعات ومهاترات تجاوزها الزمن ولا تليق بمصالح بلادها وشعوبها. كم هي غالية أحلام الوحدة المبنية على المصالح الحقيقية على اختلاف الأصعدة، والنابعة من سياسات تتكامل، ومنافع تتكاثر. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :