جميعنا يفرح بالمطر ويستبشر به خيراً ويتمنى لو كانت أيامنا وشهورنا مليئة بهذا الخير ، الغريب في أمرنا أنه عندما تهطل الأمطار نود لو أنها لم تنزل مع أنها رحمة ورزق من الله سبحانه ولكن ما أوصلنا لهذا الحال هو واقعنا المؤلم الذي يتمثل بمشاريعنا شبه الخاوية. بنيتنا التحتية لأغلب المشاريع أقل ما يقال عنها هزيلة وتصريف للمياه يكاد ينعدم وبيوت تبنى على مجاري السيول وطرق تنشأ في أماكن لتجمع الأمطار وبالتأكيد المواطن هو الضحية وهو من يدفع ثمن هذا العبث من شركات المقاولات التي تأكل الأخضر واليابس ونحن من يحصد ثمار هذه اللعبة ، كلنا يتذكر أمطار جدة الشهيرة في أواخر عام 1430هـ وما حصدته من أرواح بريئة نتيجة تلاعب (المفسدين) بالبلد وكذلك أمطار الرياض عام 1431هـ وما سببته من خسائر للأرواح والممتلكات بنفس السبب الذي كان بجدة وكلنا شاهد ما حدث قبل أيام قليلة في العاصمة الرياض من تجمع للمياه في أغلب الشوارع واحتجاز الكثير فيها مما دفع قيادات التعليم لتعليق الدراسة خوفاً وتأميناً للطلاب. ليس عيباً أن نخطئ فالجميع معرض للخطأ ولكن العيب في عدم معالجة أخطائنا ووجود حلاً لها فها هي أمطار الرياض تعود خلال 6 أشهر ولم تستفيد من درس نفق السويدي ونفق الحائر ومخرج 9 وطريق الملك عبدالله وغيرها الكثير مما يضع (ألف) علامة استفهام وتعجب على وضع مشاريعنا وما وصلت إليه ، في اعتقادي أن المشرفين على هذه الأعمال همهم الأول هو الإنجاز في الوقت المحدد دون النظر إلى جودتها مما جعلها في وضع سيئ لا تحسد عليه. لا ينقصنا شيء عن غيرنا من الدول الأخرى فالميزانيات الضخمة ترصد لهذه المشاريع والعمالة الجيدة متواجدة لكي يكون العمل في أكمل و أفضل وجه وبأحسن حال ، ما نحتاجه فعلاً في هذه البلد وفي مشاريعنا خاصة هي (الذمة والإخلاص في العمل) من الجميع ، فإذا توفر هذا الشرط وصلنا إلى ما نطمح إليه وبأقصر الطرق. ختاماً: (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) سورة القصص
مشاركة :