لو كان راتبك 6000 ريال، وتعيش مقطوعاً من شجرة، ولا تصرف منه شيئاً لطعام أو شراب، وتسكن في وقف، فأنت مع ذلك، تحتاج 180 سنة لتجمع في حسابك 13 مليون ريال. أدانت الدائرة الجزائية سيدة سعودية متهمة بالتستر التجاري على وافد عثر بحسابه على 13 مليون ريال وأدين معها، بعقوبة 30 ألف ريال غرامة على كل منهما، بعد إحالة القضية من هيئة التحقيق والادعاء العام إلى المحكمة الإدارية، ويعمل الوافد تحت كفالتها في محل النظارات الذي تملكه في جدة براتب 6000 ريال، إلا أن القاضي رئيس الدائرة القضائية طلب مسيرات الرواتب الشهرية للوافد السوري واعتذرت زاعمة أن تعاملها يتم بالثقة وتعطيه راتبه الشهري نقدياً، في حين برر المتهم الثاني (وافد سوري) وجود 13 مليون ريال في حسابه وبزعمه أنها تعود لأرباح شركة زوجته التي تدير وتمتلك مشروعا تجاريا في سورية. مما سبق لم يتضح لنا ما هي التهمة التي أدت أساساً بالسيدة السعودية والوافد الذي يعمل لديها ليساقا للمحكمة الجزائية؟ فالجميع يعرف حالات التستر المشابهة، من حلاقين، وسواقي تكاسٍ، ومطاعم، ومشاغل، فالتستر لا يعد جريمة بعد إذا لم تكن فيها مخالفة نظامية؟ لذلك لابد أن البنك قد شعر بتضخم حساب الوافد مع عدم وجود سبب مشروع لمثل هذا الثراء المفاجىء. بغض النظر عن العقوبة، من المهم معرفة مصدر هذه الأموال؟ لو كانت حسب ما ورد في هذه الحالة الإدعاء أن زوجته تبعث له الأموال من الخارج فكيف تدخل مبالغ ضخمة نقدية، حيث لا تسمح الجمارك السعودية بدخول أكثر من ستين الف ريال؟ ويجب التصريح به، أما لو كانت بسند فسيتم التعرف على المودع الخارجي بسهولة، والإحتمال المريب هو تكوينها داخلياً بكسب غير شرعي مثل غسيل الأموال وهذه تحتاج إلى تدقيق، وينبغي تتبع مصادرها حتى لا تهدد أمن البلاد. بقية للحوار: البنوك لها دور كبير في معالجة مشكلة التستر غير المشروع عندما يعمل الوافد تحت مظلة كفيله، ويكوّن ثروات غير مبررة، لكن المشكلة لو احتفظ بها نقداً، لذلك ينبغي مراقبة التحويلات، وحركة النقد الخارجي لاكتمال الدورة الأمنية. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain