عضوية الشورى أمانة، ومن كُلّف بها يجب أن يقول ما يراه من الحق والصواب، سواء أعجب الآخرين أم لم يعجبهم، والشورى يتعامل مع جهات حكومية متعددة، وكذلك تيارات فكرية متعددة، لذلك فالصراحة، والشفافية، والمصداقية أساس عمل أعضائه. هذا الشعور، هو ما دفع مجموعة من عضوات مجلس الشورى لطرح موضوع شائك، ومعقد، ومثير للجدل، وهو قيادة المرأة للسيارة، وسيفتح عليهم أبوابا الله بها عليم، ويجب أن يكونوا مستعدين لها في ظل طرحهم القوي، غير المسبوق. قوة الطرح جاءت في ثلاث نقاط جوهرية تضمنتها المداخلة.. النقطة الأولى، أوضحتها بكفاءة أخصائية النساء والولادة، عضو المجلس، د. منى آل مشيط، ردًا على شبهة طبيّة أثيرت في وسائل التواصل الاجتماعي، وهي التأثير السلبي للقيادة على مبايض المرأة، حيث أكدت الطبيبة، أن موضوع القيادة لا علاقة له بالمبايض لا من قريب ولا من بعيد، وكرسي العمل الذي نجلس عليه أكثر من 8 ساعات، ليس له تأثير أيضًا، وأن التوتر والضغط الذي تتعرض له المرأة هو الذي يؤثر على المبايض، وأكدت أن المبايض والأرحام في مأمن داخل الحوض، حتى لو كانت حاملا، ولا تختلف مبايض المرأة السعودية عن غيرها من مبايض نساء العالم. والنقطة الثانية، أنه لا يوجد مستند شرعي يمنع المرأة من قيادة السيارة، ولا مستند نظامي يمنعها أيضًا من القيادة، كما أنه لا يوجد مستند في نظام المرور يمنع المرأة من قيادة السيارة، وليس من بين شروط الرخصة "الجنس". والنقطة الثالثة، مقابل هذا الخلوّ من التحريم والمنع، يُقابله مُحرَّم شرعي ثابت، والمتمثل بالخلوة بالسائق، حسب ما ورد في المذكرة المطروحة من قِبَل العُضوَات الثلاث، إلى جانب إحصائيات كثيرة لحوادث وتقارير موثّقة، بجانب حوادث تحرش العمالة المنزلية ومن بينها السائقون بالأطفال. لم تستبق العضوات مقدمات المقترح الإجابة عن الطرح، إنما رأوا أن تُشكَّل لجنة وزارية لمتابعة التنفيذ الآمن، بعد أن شقّوا جدار الصمت عن واحدة من أكثر القضايا جدلا. بقية للحوار: في كل موضوع شائك، يفوز العقل والمنطق ومنافع الناس، في نهاية المطاف لحسمه، ومهما حاولنا التهرب من قيادة المرأة للسيارة، سوف تعيدنا الأحداث للحوار حوله من جديد، حتى يستقر. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain