نعمة التغابي تزيد أصحابي! | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 9/24/2015
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

في المُجتمعَات الرَّاقِيَة لَا يُشترط أنْ يُحبّ كلُّ فَرد الشَّخص الآخَر؛ حتَّى يَتعَايش مَعه ويُعاشره، بَل يَقوم التَّعَايُش عَلى الاحترَام المُتبَادَل، والمُعَاشَرَة الرَّاقية، المَبنيّة عَلى القوَانين والمَبَادئ والذّوق العَام..! وحتَّى يَأخذ الكَلَام -في هَذه الكِتَابة- شَكل التَّبسيط والتَّيسير، دَعونا نَستَشهد بهَذه القصّة: بَعد أنْ قَتَل «طليحَة الأسَدِيّ»؛ «عُكَاشة بن مِحْصَن»، قَابله سيّدنا «عمر بن الخطّاب» -رَضي الله عَنه- فقَال لَه: (قَتَلْتَ عُكَاشَةَ بن مِحْصَنٍ الأَسَدِيَّ، لَا يُحِبُّكَ قَلْبِي أَبَدًا، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَمُعَاشَرَةٌ جَمِيلَةٌ، فَإِنَّ النَّاسَ يَتَعَاشَرُونَ عَلَى الْبَغْضَاءِ)..! انتَهت القصّة. ولَكُم أنْ تَتأمَّلوا قَول «طليحَة»، وقَد صَدق في ذَلك، فإنَّ الإنسَان يَستطيع أنْ يُعَاشر النَّاس مُعاشرةً حَسَنَة، ولَو كَان يُبغضهم ويُبغضونه..! فمِن المُستحيل أنْ يُحبّك النَّاس جَميعًا، والمَرء في الدُّنيا لَا يَخلو مِن الأعدَاء، والذين يُبغضونه أكثَر مِن الأصحَاب والأحبَاب، في هَذه الحَالَة، يَجب أنْ نَستعين فِيمَا بَيننَا بالاحترَام المُتبَادَل، وتَطبيق القوَانين، وإفشَاء الذّوق العَام، واتّباع الرُّقي في التَّعامُل، بحَيثُ لَا نَجعل احترَامنا فَقط لمَن نُحبّ، ونُظهر التَّعامُل القَاسي، مَع أُولئك الذين لَا نُحبّهم..! إنَّ المَرء في الدُّنيا مَأمورٌ بغَضّ البَصَر، لَيس عَن الجَمَال فَقط، بَل حتَّى عَن عيوب النَّاس، التي لَا دَخْل لَه بِهَا، ومِن ذَلك الغَضّ، غَضّ البَصر عَن أُولئك النَّاس الذين لَا يُحبّونه، فعَليه أنْ يُعاملهم باحترَام، بقَطْع النَّظر عَن مَودّتهم لَه، ومَودّته لَهُم، والتَّغَافُل مِن شِيَم الكِبَار، والنُّبلاء والفُرسَان..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ أُذكّركم بأنَّ الصَّحَابي الجَليل «عبدالله بن عبّاس» يَقول: (إنَّ أمُور التَّعايُش في مكيَال، ثُلثه الفِطْنَة، وثُلْثَاه التَّغَابي).. والتَّغَابي هو التَّغَافُل عَن الأشيَاء التي لَا تُعجبك..!! T: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :