الخطأ والخطيئة.. | عبد العزيز حسين الصويغ

  • 9/28/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الخطأ عادة ما يكون غير متعمد، يرتكبه الفاعل عفوًا، وهو قابل للإصلاح إذا ما توخى من وقع فيه معالجته، واعتباره كبوة يمكن له أن يتجاوزها، ويمضي في طريق الصلاح، المهم هنا هو أن يعترف بالخطأ، ويعمل من أجل إصلاحه حتى يُصيب، فيُكفِّر عن ما أوقعه من خطأ، ولا يعود إليه مجددًا. *** أما الخطيئة فهي التي يَصرُّ فاعلها على ارتكابها، وهو مُدرك لما يفعله.. فهي هنا أقرب إلى الذنب أو الخطيئة، والخطيئة أمرٌ لا يمكن لصاحبها أن يتراجع عن اقترافه لها، كونها حصلت ووقعت، كالقتل والسرقة والاعتداء على المال العام، فكل هذه الأفعال خطيئة أو ذنب لا يمكن التراجع عنه، إلا بالتوبة لله تعالى، والتوبة أمرها عند الخالق سبحانه وتعالى، فهو من يعرف ما في الصدور. *** الصواب مربوط إذًا بالوقوع بالخطأ والاستفادة منه، وليس الخطيئة، والخطأ مُعفى عنه في الشريعة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «رُفع عن أُمّتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه»، لكن آفة الأخطاء هو محاولة المخطئ تبريرها، ليقع بخطأٍ أكبر من الخطأ الأصلي، فيتحوّل الخطأ إلى خطيئة. *** وإذا كان للخطأ تبرير، فهو في رأيي نظرة المُجتمع القاصرة للمُخطئ وتأثيمه، الأمر الذي يقود المُخطئ للخجل والشعور بالعار من إعلان خطئه، فيلوذ إلى كتم الخطأ والاستمرار فيه بتبريرات تُحيل الخطأ إلى خطيئة، لا تتناسب مع أصل الخطأ ولا مع حُسن نية المُخطئ، وعفوية الخطأ الذي ارتكبه. #نافذة: (هناك فرق بين الخطأ والخطيئة٬ فالخطأ يُصوَّب٬ ولكن الخطيئة يُعاقَب عليها٬ وآدم أخطأ وصوّب الله له٬ وتلقَّى من ربهِ كلمات فتاب عليه٬ إذن لا توجد خطيئة بعد أن علّمه الله التوبة، وتاب إلى الله).. الشيخ محمد متولي الشعراوي. nafezah@yahoo.com nafezah@yahoo.com

مشاركة :