إذا كان تقرير السير جون تشيلكوت رئيس لجنة التحقيق البريطانية بشأن غزو العراق قد حمل الإدانة لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير، فالإدانة الأكبر تذهب بالطبع للرئيس جورج دبليو بوش الذي يتحمل كل تبعات الحرب حيث فبركت إدارته أدلة قادت للتصديق بأن العراق كان يشكل خطراً بامتلاكه أسلحة دمار شامل تهدد المنطقة والبشرية!! *** تقرير تشيلكوت كشف من جانب آخر كيف كان الموقف السعودي رافضاً لفكرة الحرب على العراق ومحذراً من تداعياتها الاقتصادية والأمنية على العراق والمنطقة. ومن ينسى تصريح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - رحمه الله - (ولي العهد آنذاك) مع شبكة [إيه بي سي نيوز] بأنه «لا يرى أنه من مصلحة الولايات المتحدة، ولا مصلحة المنطقة ولا مصلحة العالم أجمع أن يتم الهجوم على العراق». وهو أمر أكده وزير الخارجية الراحل الأمير سعود الفيصل الذي حذر من «ارتفاع نبرات وبوادر التطرف في كل الغرب، وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية»!! *** والشيء بالشئ يذكر فإن ما أعلنه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أخيراً من أن «قرار طرد مؤيدي البعث من الجيش العراقي، وتفكيكه كان أكبر خطأ ارتكبه الغرب في العراق عام 2003، هو أمر كان قد حذّر منه الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - أكثر من مبعوث سياسي غربي قبل وقوعه .. فقد كان الجيش العراقي، وقوات الأمن الدّاخلي العراقية، ركيزة استقرار العراق الذي تغير حاله بعد الاحتلال فقُتل الآلاف من خيرة أبنائه، وشُردت الملايين، وتناوشته قوى داخلية وخارجية بعد أن أصبح مستباحاً لكل التدخلات الإقليمية. #نافذة: إن غزو العراق كان أسوأ خطأ بريطاني منذ أزمة السويس في عام 1956، مثلما كان قرار غزو العراق أسوأ خطأ أمريكي منذ غزو فيتنام عام 1965. nafezah@yahoo.com
مشاركة :