أكثر من (25 شابًا سعوديًا) اجتمعوا من ثلاث مناطق؛ ليُكَوِّنوا فريق (شَباب خير أمّة)؛ عملوا لأيام وواصلوا الليل بالنهار في عَمَل تطوعي وزعوا فيه المياه والمشروبات الباردة على ضيوف الرحمن في حَجّ هذا العام! أولئك الطيّبون لم يركنوا للإجازة، فقد اجتهدوا وخططوا وأخذوا التصاريح اللازمة، ثم نفّذوا، دون أن يمنعهم الحَرّ الشديد والزحام عن أداء مهمتهم النبيلة؛ حيث نشروا أكثر من (150 ألف عبوة) للحجاج، وقبلها قدّموا الابتسامة الصافية، وتلك الصورة المشرقة والمُشرِّفة التي ستسكن ذاكرة الحجيج عن أبناء المملكة العربية السعودية! أولئك الشباب قاموا بمهمتهم تلك بجهود فَردية كما أكد رئيسهم (المهندس عثمان محمد هاشم) في تصريحه لصحيفة سَبق الإلكترونية! فشكراً من القلب لأولئك الفِتْيَان؛ فبهم نفتخر ونرفع هَامَاتنَا عاليا، وما هم إلا أنموذج مُشرِّف من شباب هذا الوطن، الذي أصبح العمل التطوعي هَاجِسَا يُحَرِّك أحاسيسه وحَواسّه، يشهد على ذلك الكثير من المبادرات الرائعة في هذا الميدان! لكن حماس أولئك وطموحاتهم وأعمالهم في هذا المجال تحتاج إلى تشجيع وتنظيم وتدريب ومظلة حكوميّة تُشرف عليها دون أن تُمارس البيروقراطية التي تُعطلها! ووزارة الشؤون الاجتماعية بحكم تخصصها، والجامعات لأن فيها حاضنة الشباب الأولى وفيها عمادات لخدمة المجتمع أراها هي الجهات المنوط بها تلك المهام اليوم، وتحويل تلك المبادرات والفِرق التطوعية إلى العمل المؤسسي المنظم! أيضًا لابد أن يكون للبنوك والشركات والمؤسسات التجارية الكبرى دورها في تقديم الرعاية والدعم المادي لتلك الأعمال الإنسانية ضمن واجباتها في برامج المسؤولية الاجتماعية! أخيرا.. العمل التطوعي هو القطاع الثالث المهم المُكمِّل لأدوار القطاعين الحكومي والخاص في تحقيق التنمية لأي مجتمع؛ فأرجو أن يحظى بهيئة مُستقلِّة ترعى شؤونه، وقد أصبح ولله الحمد ضمن ثقافة مجتمعنا وأولويات شبابه! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :